القائمة البريدية

تابعنا على تويتر

WhatsApp تواصل معنا

96599429239+

البحث

البحث

الزيارات

915
زوار اليوم الحالي
32
زيارات اليوم الحالي
988
زوار الاسبوع الحالي
30318
زيارات الاسبوع الحالي
32
زوار الشهر الحالي
915
زيارات الشهر الحالي
5572099
كل الزيارات

عدد الزوار

انت الزائر رقم : 436022
يتصفح الموقع حاليا : 344

عرض المادة

[[أهمية الحكمة في الدعوة إلى الله وفي التعامل مع خطأ العالم والداعية من أهل السنة والجماعة]]



قال الإمام عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - :

فالداعي إلى الله يتحرى الأسلوب الحسن، والعبارات الواضحة، ويحذر من العنف والشدة؛ لأن ذلك ينفر، ويغلق الباب على المدعو، فالواجب الرفق، وتحري الأسلوب الحسن، حتى ينشرح صدر المدعو ويقبل الحق إلا من ظلم، من ظلم له جزاء آخر.

قال الله سبحانه وتعالى:

{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}

فمن ظلم وقابل الداعي بالظلم، فحينئذ له جواب آخر.

لكن الداعي يتحرى الأسلوب الحسن، يتحرى الرفق، ويحذر التعرض لأعراض العلماء، وثلب العلماء، والتنفير منهم؛ لأن هذا يفرق ولا يجمع، يسبب الشحناء.

فالواجب على الداعي إلى الله، أن يرغب الناس في العلم، في حضور دعوة علماء السنة، ويدعوهم إلى القبول منهم، ويحذر التنفير من أهل العلم المعروفين بالعقيدة الصحيحة، والدعوة إلى الله عز وجل.

وكل واحد له أخطاء، ما أحد يسلم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :

«كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».

وهكذا قول العلماء، قال مالك -رحمه الله- :

«ما منا إلا راد ومردود عليه، إلا صاحب هذا القبر. يعني الرسول صلى الله عليه وسلم» .

فكل عالم له أخطاء، فالواجب أن ينبه على أخطائه بالأسلوب الحسن، ولكن ما ينفر منه وهو من أهل السنة، بل يوجه إلى الخير، ويعلم الخير، وينصح بالرفق في دعوته إلى الله عز وجل، وينبه على خطئه، ويدعى الناس إلى أن يطلبوا منه العلم، ويتفقهوا عليه ما دام من أهل السنة والجماعة.

فالخطأ لا يوجب التنفير منه، ولكن ينبه على الخطأ الذي وقع منه، فكل إنسان له أخطاء، ولكن الاعتبار بما غلب عليه، وبما عرف عنه من العقيدة الطيبة.

فالواجب على الدعاة إلى الله أن يتبصروا، وأن يرفقوا وأن لا يعجلوا من أمورهم، وأن يتحروا الحق وأن يحذروا التنفير من أهل العلم، وأن يحذروا أسباب الشحناء والعداوة.

بل عليهم أن يحرصوا على كل أسباب الاجتماع بين أهل العلم وأهل السنة والجماعة في دعوتهم إلى الله، وترغيبهم للناس في الخير، حتى يكثروا الدعاة إلى الله وحتى ينتشروا، وحتى يرغب الناس في الدعوة والأخذ عنهم.

فإذا سمعوا هذا ينفر من هذا، وهذا ينفر من هذا= ضاعت الدعوة، وساءت الظنون.

فالواجب على علماء السنة التعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والرفق فيما بينهم، والحرص على إزالة أسباب الفرقة والاختلاف، والتفاهم في الأخطاء والغلط.

كل واحد يخطئ، لابد من التفاهم بين الجميع بالمكاتبة أو بالاجتماع أو بالهاتف، حتى تزول الفرقة، حتى تزول الوحشة، وحتى يجتمع الجميع على الحق والدعوة إليه، في مساجدهم، وفي بيوتهم، وفي مجتمعاتهم.

فالواجب التعاون على البر والتقوى، والتناسي عما قد يقع من زلة وهفوة، من ذا الذي يسلم، المهم أن تكون الدعوة سلفية، على طريق الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم-، وأتباعهم بإحسان، معتمداً على كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-، لا على الأهواء ولكن على كتاب الله وسنة رسوله ولا على التقليد لفلان وفلان.

يقول الله جل وعلا:

 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) }.

ويقول سبحانه:

{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10) }

هذا الواجب على الجميع.

ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم- :

«إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر».

فالداعي إلى الله والعالم الموجه إلى الخير، إذا أخطأ له أجر الاجتهاد، وإذا أصاب له أجران، ما دام على الطريقة السلفية، طريقة أهل السنة، مادام موحدًا قاصدًا للخير، فقد يغلط، فإن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر.

المهم أن تكون أصوله مستقيمة، وأن يكون على الطريق السوي على طريق سلف الأمة، تابعًا لأصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولأئمة الإسلام، يريد تفهيم الناس الخير، يريد توجههم إلى طاعة الله ورسوله، يريد كفهم عن محارم الله، يريد كفهم عن البدع التي انتشرت بين الناس، وليس بشرط أن يكون معصومًا، العصمة للرسل فيما يبلغون عن الله، لكن يجتهد ويحرص على طلب الحق بالأدلة الشرعية.

ومن صدق في ذلك وأخلص لله، وفقه الله وأعانه، فمن علم الله من قلبه الصدق والإخلاص، وأنه يريد الحق فالله سبحانه يعينه ويسدده.

فالواجب على كل داعية وعلى كل عالم أن يخلص لله، وأن يكون هدفه الحق، قصده الحق، قصده توجيه الناس إلى الخير، ليس له قصد آخر من رياء أو سمعة أو طلب حمد الناس، أو غير هذا؛ إنما يقصد بدعوته إلى الله، وتعليم الناس، يقصد وجه الله، يقصد إخراجهم من الظلمات إلى النور، يريد إخراجهم من أسباب الهلاك، إلى أسباب السعادة، يريد إبلاغ رسالة الله ودعوة الله.

فمن صدق مع الله وأخلص لله= وفقه الله، وأعانه وبارك في جهوده، وهدى به الأمة، وجعل له لسان صدق في العالمين بسبب صدقه وإخلاصه.

فأوصيكم أيها الأخوة مرة أخرى: أوصيكم بتقوى الله، وأوصيكم بالتعاون على البر والتقوى، وأوصيكم بطيب الكلام، والحرص على طيب الكلام، على الأسلوب الحسن، وعلى الرفق في الدعوة وحسن الظن بإخوانكم أهل السنة، وعدم نشر ما يشوه سمعتهم من أغلاط، بل عالجوها بالطرق القيمة، بالمحادثة بينكم بالاتصال الهاتفي، بالزيارة، بالمكاتبة الطيبة، حتى تزول الوحشة، وحتى يتضح الحق، وحتى يزول الخطأ، والهدف هو طاعة الله ورسوله، الهدف هو الدعوة إلى سبيل الله، الهدف هو هداية الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.

كما قال الله عز وجل:

{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)}.

وقال تعالى:

{قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)}.

وقوله تعالى: {
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) َ}.

والله المسئول بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعلنا وإياكم من دعاة الهدى، ومن أنصار الحق، وأن يمنحنا وإياكم الفقه في دينه، والثبات عليه، وأن يعيذنا جميعا وسائر إخواننا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يصلح أحوال المسلمين جميعًا، وأن يفقههم في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم، ويصلح قادتهم.


[ مجموع الفتاوى (٢٧/ ٢١_٢٥) ]
 

  • الخميس AM 08:24
    2021-12-02
  • 1579
Powered by: GateGold