القائمة الرئيسية
جديد الموقع
القائمة البريدية
تابعنا على تويتر
WhatsApp تواصل معنا
96599429239+
البحث
الزيارات
عدد الزوار
عرض المادة
عودة الحياة إلى طبيعتها
بالشكر تدوم النعم
إِن نعم الله تعالى على خلقه كبيرة، وآلاءه عليهم كثيرة؛ قال تعالى:
{ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا } [إبراهيم:34]، وهي نعم ظاهرة وباطنة
قال سبحانه { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً }[ [لقمان:20]؛
نعم لاتحصى:
ولقد خص سبحانه البشرية بمزيد النعم، فكرمهم وفضلهم على كثير من مخلوقاته؛ فقال تعالى:
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[الإسراء:70]، وإن من أجل هذه النعم: نعمة الهداية إلى الإيمان
قال تعالى:
{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات:17].
عبر ومواعظ:
إننا لنحمد ربنا جل جلاله وتقدست أسماؤه على ما دفع عنا من الوباء والنقم، وما أسبغ علينا من الآلاء والنعم، وقد أوشكت الحياة أن تعود إلى طبيعتها، بعد أن عانت البشرية من جائحة كورونا وشدتها، ولقد كان لنا في تلك الجائحة دروس كثيرة، وعبر ومواعظ للمتعظين جد كبيرة، فإن الله يبتلي عباده بما شاء من البلايا، ويختبرهم بما أراد من الرزايا، لعلهم إلى ربهم يرجعون، ومن ذنوبهم وآثامهم يتوبون؛ قال سبحانه:
{وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَﱠ} [الأعراف: 168]
وقال عز من قائل
{ قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًاﱠ } [الأحزاب:17].
عذاب ورحمة:
وتلك الابتلاءات قد تكون عذابا على الجاحدين، ورحمة للمؤمنين، فتكون للمؤمن الصابر المحتسب تكفيرا لسيئاته، أو رفعا لدرجاته؛ فعن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة رضي الله عنهما: عن النبيﷺ قال:
(ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفر الله بها من خطاياه ) [أخرجه البخاري ومسلم].
وعن محمد بن خالد عن أبيه عن جده قال:سمعت رسول الله ﷺيقول:
(إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله:ابتلاه الله في جسده،أو في ماله،أو في ولده ثم صبر على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى)
[أخرجه أحمد وأبو داوود وصححه الألباني]
أمر إلهي:
لقد أمرنا الله سبحانه بالشكر على هذه النعم:
فقال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُون}[البقرة:152].
وقال تعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر:66]
وقال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}
[البقرة:172].
ولقد امتثل نبينا عليه الصلاة والسلام هذه الأوامر؛
فكان صلى الله عليه وسلم مداوما على الطاعة
شاكرا لله على أنعمه؛ فعن المغيرة رضي الله عنه قال: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم ليصلي حتى ترم قدماه - أو ساقاه - فيقال له، فيقول: «أفلا أكون عبدا شكورا» [متفق عليه].
وهكذا كان أنبياء الله عليهم السلام؛ فوصف الله عز وجل نوحا عليه السلام بقوله:
{ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} [الإسراء:3].
وأثنى على إبراهيم عليه السلام بقوله عز وجل:
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل:120-121].
والشكر يكون بثلاثة أمور:
-بالاعتراف بالنعم باطنا
-وبالتحدث بها ظاهرا
-وبتصريفها في طاعة الله
قال ابن القيم –رحمه الله-:
الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده:
ثناءا واعترافا، وعلى قلبه شهودا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة.
إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم
وداوم عليها بشكر الإله فشكر الإله يزيل النقم
الزيادة لمن شكر:
لقد وعد الله بالزيادة لمن شكر،فالشكر سبب لدوام النعم ونمائها؛ قال تعالى:
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:7]
وهو أيضا سبب لرضى الرب جل وعلا عن عبده:
قال تعالى: {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: 7]
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها» [رواه مسلم]
قال القرطبي رحمه الله: (وفيه دلالة على أن شكر النعمة وإن قلت سبب لنيل رضا الله تعالى)
المؤمن مرتبط بالله متعلق ببابه في كل أحواله:
إن جاءه خير شكر الله، وإن أصابه شر صبر واحتسب الأجر من الله، ولذلك يقول -صلى الله عليه وسلم-:
(عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له) [صحيح مسلم]
المؤمن رفيع المستوى عالي المرتبة لا تهزه العواصف، ولا تميل به الريح، ثابت متوكل يعمل بالأسباب، يعلم أن الأمور بيد الله {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}
[سورة هود:123]
-
الخميس AM 08:34
2021-12-02 - 1365