جديد الموقع

القائمة البريدية

تابعنا على تويتر

WhatsApp تواصل معنا

96599429239+

البحث

البحث

الزيارات

4447
زوار اليوم الحالي
77
زيارات اليوم الحالي
1577
زوار الاسبوع الحالي
42625
زيارات الاسبوع الحالي
77
زوار الشهر الحالي
4447
زيارات الشهر الحالي
5517689
كل الزيارات

عدد الزوار

انت الزائر رقم : 434293
يتصفح الموقع حاليا : 1015

عرض المادة

فضل الصحابة الأخيار ومظاهر المحبة والألفة بينهم وبين أهل البيت الأطهار

الحمد لله الذي اختار محمدًا على سائر الأنبياء والمرسلين، وجعله رسولًا للعالمين أجمعين، واختار له صحابة أخيارًا صالحين، آمنوا به واتبعوه، وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، وآوَوْه وآزروه ونصروه، وفدَوْه بالنفس والنفيس، فكانوا خير صحبة لخير نبي، وهم حمَلة الشريعة الذين حفظوا الدين وبلغوه كما أنزل بلا زيادة ولا نقصان، ولا تحريف ولا تبديل -رضي الله عنهم أجمعين-، وقد اجتمع فيهم مِن عوامل الخير ما لم يجتمع في جيل قبلهم، ولن يجتمع في جيل بعدهم، ومِن الواجب على كل مسلم محبتهم، ومعرفة قدرهم ومكانتهم، ورعاية حقوقهم، ونشر فضلهم، والذب عنهم؛ فمحبتهم مِنْ محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والطعن فيهم وسيلة للطعن في الكتاب والسنة، وفيما يلي مِن السطور بيان شيء مِن فضائلهم، وما كان بينهم وبين آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- مِن المحبة والألفة.

فضل وعدالة الصحابة -رضي الله عنهم-:

 إنَّ صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هم خير الناس بعد الأنبياء، اختارهم الله لصحبة خير الأنبياء محمد -صلى الله عليه وسلم-، حملوا راية الدين إلى أرجاء الدنيا، وقدموا نفوسهم وأموالهم مِن أجل إعلاء كلمة الدين، وقد نطقت بفضلهم نصوص كثيرة، ودلّت على عدالتهم وزكائهم أدلة غفيرة، ومِن الأدلة على ذلك:

1- قوله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾[التوبة:100].

والآية تدل على أنَّ الله وعد المهاجرين والأنصار بالجنات، والنعيم المقيم، وأحَلَّ عليهم رضوانه، ولا يعقل أنْ يكون ذلك لمن لا يستحق الفضل.

2- عن أبي هريرة -رضى الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده! لو أنَّ أحدكم أنفق مثل ‌أُحُدٍ ذهبًا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه». رواه البخاري (3470)، ومسلم (2540)، واللفظ له.

3- عن ابن مسعود -رضى الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم». رواه البخاري (2509)، ومسلم (2533).

4- عن أبي بردة عن أبيه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «النجومُ أمنةُ للسماء، فإذا ذهبت النجومُ أتى السماء ما توعد، وأنا أمنةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون». رواه مسلم (2531).

في هذه الأحاديث ثناء النبي -صلى الله عليه وسلم- على الصحابة، وتزكيته لهم، وتنويهه وشهادته لهم بالفضل؛ لأنَّه كان شاهدًا عليهم في حياته، يرى تضحياتهم، ويقف على صدق عزائمهم.

5- أجمع أهل العلم على عدالتهم، قال ابن عبد البر: "الصحابة كلّهم عدولٌ مرضيُّون ثقاتٌ أثباتٌ، وهذا أمر مجتمعٌ عليه عند أهل العلم بالحديث". التمهيد (22/47).

الوعيد الشديد والتحذير الأكيد مِن إيذاء الصحابة أو سبهم:

 ورد النَّهي الأكيد والوعيد الشديد عن سب الصحابة وبغضهم وإيذائهم، وذلك أنَّ الوقيعة في الصحابة وإساءة الظن بهم ليست بالأمر الهين، بل هي مِن فواحش المحرمات وكبائر المعاصي، وأقل ما يستحقه مَنْ يسبهم: التعزير، وقد ذهب بعض العلماء إلى وجوب قتله، فشرار الأمة أجرأهم على الصحابة -رضي الله عنهم-.

ومما يدل على ذلك: ما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَن سب أصحابي فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين». رواه الطبراني، وصححه الألباني في الصحيحة (2340).

فالحديث يدل على حرمة أعراض الصحابة، ووجوب حفظها، والاعتراف بمكانتهم العظيمة، ومنزلتهم الجليلة.

أقوال السلف الصالح في فضل الصحابة -رضي الله عنهم-:

لقد عرف السلف الصالح فضل الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- فبيَّنوا ذلك، وأثنوا عليهم، بل وذكروا فضائلهم في كتب العقيدة؛ رفعًا لشأنهم، وإعلاءً لمكانتهم، وتنويهًا بهم؛ كما نوه الله تعالى بذِكْرهم في التوراة والإنجيل والقرآن، ومِن أقوال السلف في فضائلهم: 

1- قال ابن عمر -رضى الله عنه-: "لا تسبوا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، ‌فَلَمَقَامُ أحدهم ساعةً؛ خيرٌ مِنْ عمل أحدكم عُمُرَهُ". رواه أحمد في الفضائل (1/57)، وابن ماجه (162)، وحَسَّنَه الألباني في صحيح ابن ماجه (133).

2- جاء رجل إلى عبد الله بن المبارك وسأله: أمعاوية أفضل أو عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: "لتراب في منخري معاوية مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير وأفضل مِن عمر بن عبد العزيز". ابن عساكر (59/2018).

3- قال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: "إذا رأيت رجلًا يذكرُ أصحابَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسوء؛ فاتهمه على الإسلام". شرح أصول الاعتقاد لللالكائي (7/1252).

4- قال بشر بن الحارث -رحمه الله تعالى-: "مَنْ شتم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر، وإنْ صام وصلى وزعم أنَّه مِن المسلمين". الشرح والإبانة لابنِ بَطَّةَ (162).

5- قال ابن الصلاح -رحمه الله تعالى- في مقدمته (428): "إنَّ الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة، وَمِن لابس الفتن منهم فكذلك بإجماع الذين يُعتد بهم في الإجماع".

6- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية: "ويمسكون عما شجر بين الصحابة، ويقولون: إنَّ الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب، ومنها ما هو قد زيد فيه ونقص وغيِّر عن وجهه، والصحيح منها هم فيه معذورون، إمَّا مجتهدون مصيبون، وإمَّا مجتهدون مخطئون، ولهم مِن السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر عنهم -إن صدر- حتى إنَّهم يغفر لهم مِن السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم".

فضل آل النبي ومنزلتهم الكبيرة في الإسلام:

آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- هم أزواجه وذريته وقرابته الذين حرمت عليهم الصدقة، وجعل الله -تعالى- لهم فضائل متعددة، واتفق أهل السنَّة والجماعة على وجوب محبتهم، ورعاية حقهم؛ لِمَا لهم مِن مكانة عند الله -عزَّ وجلَّ-، ولقُربِهم مِن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ورد الثناء عليهم في الكتاب والسنة على سبيل العموم والخصوص، ومما ورد في فضلهم:

1- قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾[الأحزاب:33]، فالآية تدل بوضوح على أنَّ أزواج النبي مِن آل البيت؛ لأن هذه الآية نزلت في أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولأن ما قبلها وما بعدها كله خطاب لهن -رضي الله عنهن-.

2- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: « وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله ففيه الهدي والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحثَّ على كتاب الله ورغّب فيه، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ». رواه مسلم (2408).

3- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: « فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ». رواه البخاري (3624).

4- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: « فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها ». متفق عليه.

5- قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: « أنت مني، وأنا منك ». رواه البخاري (2699).

6- قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الحسن بن علي -رضي الله عنه-: « إنَّ ابني هذا سيد، ولعل الله أنْ يصلح به بين فئتين مِن المسلمين ». رواه البخاري (3629).

7- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: للحسن: « اللهم إنِّي أحبه، فأحبه، وأحب مَن يحبه ». متفق عليه.

محبة الصحابة لآل البيت، وقوة الصلة بينهم:

هناك مظاهرُ كثيرة، وجوانبُ عديدة تؤكد محبة الصحابة لآل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، والألفةَ والعلاقة الحميمة وقوةَ الصِّلة بينهم، ومِن أدلة ذلك:

1- عن ابن عمر أنَّ أبا بكر -رضي الله عنه- قال: "ارقبوا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- في أهل بيته". رواه البخاري (3751).

2- أنَّ أبا بكر -رضي الله عنه- قال لعلي بن أبي طالب: "والذي نفسي بيده! لقرابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحب إلي أنْ أصل مِن قرابتي". رواه البخاري (3998)، ومسلم (1759).

3- لما وضع عمر الديوان بدأ بأهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-.

4- قال عمر للعباس -رضي الله عنه-: "مهلًا يا عباس، فوالله! لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلىَّ مِن إسلام الخطاب لو أسلم، وما بي إلا أنِّي قد عرفت أنَّ إسلامك كان أحب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مِن إسلام الخطاب". رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (5040)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/242): "رجاله رجال الصحيح".

5- أنَّ عمر بن الخطاب استسقى بالعباس -رضي الله عنهما-. رواه البخاري (964).

6- أكرم عمر بن الخطاب عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- وأدخله مع أشياخ بدر. رواه البخاري (4430).

محبة آل البيت للصحابة -رضي الله عنهم- وقوة الصلة بينهم:

كان آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يعرفون للصحابة قدرهم ومكانتهم، ومحبتهم للصحابة أمر ذائع، ومِن أدلة ذلك:

1- سأل محمد بن الحنفية أباه علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-: "أي الناس خير بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم مَن؟ قال: ثم عمر". رواه البخاري (3468).

2- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- وهو يروي حادثة استشهاد أمير المؤمنين عمر بن بالخطاب، فيقول: "وُضِعَ عمر بن الخطاب على سريره، فَتَكَنَّفَهُ الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل أنْ يُرْفَعَ، وأنا فيهم، قال: فلم يَرُعْنِي إلا برجل قد أخذ بمنكبي مِن ورائي، فالتَفَتُّ إليه فإذا هو عَلِيٌّ، فترحم على عمر، وقال: ما خلَّفْتَ أحدًا أحبَّ إلِيَّ أنْ ألقى الله بمثل عمله منك، وَايْمُ الله! إنْ كنت لأظن أنْ يجعلك الله مع صاحبيك، وذلك أنِّي كنت أُكَثِّرُ أسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، فإنْ كنت لأرجو، أو لأظن، أنْ يجعلك الله معهما". متفق عليه، واللفظ لمسلم.

3- تسمية آل البيت بعض أبنائهم بأسماء بعض الصحابة الكرام، إذ لا يسمي المرء ولده بمن لا يحبه، ومن ذلك:

    أ- مِمَّنْ سمي مِنْ آل البيت باسم أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-: أبو بكر بن علي بن أبي طالب، وأبو بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وأبو بكر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وغيرهم.

   ب- مِمَّنْ سمي مِنْ آل البيت باسم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: عمر بن علي بن أبي طالب، وعمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وعمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وغيرهم.

   ج- مِمَّنْ سمي مِنْ آل البيت باسم عائشة الصديقة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-: عائشة بنت جعفر الصادق، وعائشة بنت موسى الكاظم، وغيرهما.

4- النكاح والمصاهرة بين آل البيت والصحابة -رضي الله عنهم- إذ لا يُزوج المرءُ ابنته أو أخته بِمَنْ لا يحبه، ومِنْ ذلك:

أ- الخلفاء الراشدون الأربعة كلهم أصهارُ النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد تزوَّج النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ ابنة أبي بكر، وابنة عمر -رضي الله عنهما-، وزوَّجَ -صلى الله عليه وسلم- بناتِه مِنْ عثمان بن عفان ذي النورين، وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما-.

ب- زوّج علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فولدت له زيدًا.

ج- زوّج علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ابنه محمد الباقر بأم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وولدت له جعفر الصادق -رضي الله عنهم- أجمعين، ولهذا قال جعفر الصادق رحمه الله: ولدني أبو بكر مرتين.

ومراده: أنَّ نَسَبَه الشريف يتدلى مِن جهتين مِن نسب أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وذلك أنَّ أم جعفر الصادق -رضي الله عنه- هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وجدَّتُه لأمه هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-.

كتبه / الشيخ حمد بن محمد الهاجري

المصدر / موقع الشيخ حمد بن محمد الهاجري

 

 

  • السبت AM 05:19
    2021-10-02
  • 5926
Powered by: GateGold