القائمة البريدية

تابعنا على تويتر

WhatsApp تواصل معنا

96599429239+

البحث

البحث

الزيارات

3761
زوار اليوم الحالي
147
زيارات اليوم الحالي
1816
زوار الاسبوع الحالي
49737
زيارات الاسبوع الحالي
147
زوار الشهر الحالي
3761
زيارات الشهر الحالي
5500665
كل الزيارات

عدد الزوار

انت الزائر رقم : 433798
يتصفح الموقع حاليا : 771

عرض المادة

ماذا فعل الملك عبدالعزيز مع رجل من فارس

الملك عبدالعزيز- رحمه الله- شخصية لا أعلم لها نظيرا بعد عهد الرسالة والراشدين، إن تحدث الإنسان عن التدين الصادق، وقيام الليل، وتعظيم الشريعة، فللملك عبدالعزيز القدح المعلى في ذلك، وكنت سمعت من شيخنا صالح الفوزان- حفظه الله- قصصا كثيرة في هذا ينقلها من معاصريه ومرافقيه في حله وترحاله، وقرأت رسائل الملك عبدالعزيز التي كتبها بيده وهي شاهدة بذلك.

وإن تحدث الإنسان عن استصلاح الرجال، فالملك عبدالعزيز آية في ذلك، ولذلك اجتمع على مائدته جميع خصومه، وصاروا من خاصته ومحبيه.

وإن تحدث الإنسان عن السياسة وعمق الفهم لمآلات الأمور، فالملك عبدالعزيز سياسي بامتياز، ليس هو بالخب، ولا الخب يخدعه.

وإن تحدث الإنسان عن العدل والرحمة والسماحة وسعة الأفق، فالملك عبدالعزيز مضرب مثل في ذلك، ومهما تحدث الإنسان في غيرها من جوانب الشخصية القيادية المتزنة، فإنه سيجد الملك عبدالعزيز في المقدمة.

ولست مبالغاً في ذلك، هذه حقائق، والحقائق لا تغالط، فهو قائد إيجابي بنى دولة عظيمة، وأخرج أمة من الرمال، لا مكان عنده للسلبيات، فالسلبيات لا تبني دولة، ولا تحقق قيما عظمى، أقول ذلك وأنا معجب ومنبهر جدا بشخصية الملك عبدالعزيز، لا أفتأ أقرأ رسائله التي كتبها بيده، وأسمع أخباره ممن عاصره، أو سمع ممن عاصره، إنه نعمة ساقها الله لهذه البلاد، وبحمد الله، فقد أنجب ذرية مباركة يسيرون خلف منهجه، نسأل الله أن يوفقهم لكل خير.

وهذه قصة تبين فقهه ورحمته وإحسانه، ذكرها شاهد عيان، وهو الشيخ عبدالعزيز التويجري، رحمه الله، فقال «في عام 1350 للهجرة جاء إلى المجمعة رجل يمشي على قدميه، كبير السن، يبدو أنه من إيران أو أفغانستان، لا أحد يعرف هويته، ولا هو يعرف اللغة العربية، وفي الطريق التي قطعها كان يتعلق الركبان فيشفقون عليه ويطعمونه ويسقونه وربما يريحونه بالركوب معهم، لأنه متجه إلى مكة، وصادف أن ارتاب فيه بعض الناس الطيبين الذين يتغلب عليهم الحذر من الغريب، ففتشوا متاعه، فوجدوا فيه بعض الأوراق فيها أرقام وخطوط، قد تكون رسوما وخرائط للطريق، فذهبوا إلى القاضي، وكان - رحمه الله- كفيفاً فقالوا وجدنا مع هذا الغريب (سحراً وطلاسم)، فكتب القاضي برقية إلى الملك عبدالعزيز يخبره فيها قائلاً: لقد وجدنا مع هذا الغريب من السحر) ما يبلغ عنان السماء، فرد عليهم الملك عبدالعزيز، رحمه الله: كيف عرفتم أنه (سحر) ؟ وهل استنطقتموه؟ أرسلوا لنا عاجلا ما ترونه (سحراً) فأرسلت الأوراق والخرائط إلى الرياض، وحين اطلع عليها، رحمه الله، ردها قائلاً للقاضي: أنت معذور بقلة بصرك، ولكن أفهم الناس الذين يتخبطون في مثل هذه الأمور أن يكفوا عن سوء الظن، أما الغريب الذي عندكم فقد أمرنا أمير البلد أن يعد له راحلة، ويرسل معه رجلاً يخدمه، ويوصله إلى مكة.

قال التويجري: وقد تم ذلك، وشهدت بنفسي ما حصل، وحين أبلغ الغريب بما دار حوله، وبما أمر به الملك عبدالعزيز، استقبل القبلة، ونحن نراه، وأخذ يبكي ويهمهم، ونحن لا نفهم من هذه الهمهمة غير: عبدالعزيز، ولا شك أنه يدعو له).

نحن هنا مع قلب عبدالعزيز وتدينه وفهمه وعاطفته وإنسانيته وأبوته، ولسنا مع جنكيز خان، ولا هولاكو، ولا من رمى هيروشيما.

رحم الله الملك عبدالعزيز، وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وأدام توفيقهما إلى الخير.

  • الاربعاء PM 05:26
    2021-12-15
  • 1157
Powered by: GateGold