جديد الموقع

القائمة البريدية

تابعنا على تويتر

WhatsApp تواصل معنا

96599429239+

البحث

البحث

الزيارات

1280
زوار اليوم الحالي
18
زيارات اليوم الحالي
1297
زوار الاسبوع الحالي
39809
زيارات الاسبوع الحالي
18
زوار الشهر الحالي
1280
زيارات الشهر الحالي
5521229
كل الزيارات

عدد الزوار

انت الزائر رقم : 434337
يتصفح الموقع حاليا : 697

عرض المادة

بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم

 كتب الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي - رحمه الله - كتابا في إبطال أصول الملحدين، أسماه «القواعد والبراهين في إبطال أصول الملحدين»، وهو كتاب نافع لا نظير له في موضوعه.

جاء في أول الكتاب قول المؤلف: «..وقد أوضح الله ورسوله المسائل والدلائل والحقائق اليقينية والبراهين القطعية، فمن تمسك بهما واهتدى بهما سعد في الدنيا والآخرة، ومن أعرض عنهما ضل عن الهدى وشقي، ونال الصفقة الخاسرة».

وأعظم الناس انحرافا عنهما ملاحدة الفلاسفة وزنادقة الدهريين، وهم أكبر أعداء الرسل في كل زمان ومكان، وهم شرار الخلق الدعاة إلى الضلال والشقاء، حيث إنهم تصدوا لمحاربة الأديان كلها، وزين لهم الشيطان علومهم التي فرحوا بها واحتقروا لأجلها ما جاءت به الرسل (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون). وقد أصلوا لباطلهم أصولا يقلد فيها بعضهم بعضا، وهي في غاية الفساد، يكفي اللبيب مجرد تصورها عن إقامة البراهين على نقضها، لكونها مناقضة للعقل والنقل، ولكن زخرفوها وروجوها، فانخدع بها أكثر الخلق. أعظمها عندهم أصل خبيث منقول عن معلمهم الأول أرسطو اليوناني، المعروف بالإلحاد والجحد لرب العالمين، والكفر به وبكتبه ورسله.

هذا الأصل، الذي تفرع عنه ضلالهم، أنه من أراد الشروع في المعارف الإلهية فليمسح من قلبه جميع العلوم والاعتقادات، وليسع في إزالتها من قلبه بحسب مقدوره، وليشك في الأشياء، ثم ليكتفِ بعقله وخياله ورأيه، وكملوا هذا الأصل الخبيث بحصرهم المعلومات بالمحسوسات، فما سوى ما أدركوه بحواسهم نفوه.

وهذا أصلٌ أفسدَ عليهم علومهم وعقولهم وأديانهم، وقد بين الناس على اختلاف نحلهم بطلان أصولهم، وأن أهلها خالفوا جميع الرسل وجميع العقلاء.

ومن أوجه بطلان هذا الأصل الأرسطي القائم على الشك في الدين والعلم الإلهي ما يلي:

1. إن أساطين الفلسفة اعترفوا أن العلم الإلهي لا سبيل لهم إلى العلم واليقين فيه، فإذا كانوا معترفين بأنهم ليس لديهم علم ولا يقين في العلم الإلهي، فكيف يُستدل بكلامهم فيه؟.

2. إن الله فطر عباده على معرفته وعدم الشك فيه وفي دينه، فقال تعالى:

«أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ»، وأرسطو وأتباعه يخالفون الفطرة التي فطر الله عليها الناس، ويدعون إلى الشك في اليقينيات الثابتة بالفطر والعقول والشرع.

3. إن أصلهم الفاسد معول هدم للعلوم كلها، لأنه يدعو إلى الشك، فلا يبقى في القلوب شىء من العلوم والعقائد الصحيحة، فبذلك تنحل الأخلاق، وتؤول إلى مذهب الإباحية والفوضى، لأن كل شيء قابل للشك، فلا دين ثابت، ولا خلق مانع.

4. إن الدعوة إلى محو العلوم والعقائد الصحيحة من القلوب والشك فيها مكابرة للعقول، ومغالطة للفِطَر، لأن الحق إذا استقر في القلب لا يمكن إزالته، وإن أنكره صاحبه على سبيل الظلم والعلو، إذ قال تعالى:

«وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا».

5. إن غرضهم من أصلهم الفلسفي الشكي الانحلال من الدين الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا ما يخدعون به الجهال. أما أقوال أئمتهم الضالين، فهم متمسكون بها، لا يشكون بها، بل جعلوها مرجعا لهم، وأصلا يدعون الناس إليه، ولهذا فالمتأثرون بهم لا يستدلون بأدلة الكتاب والسنة إلا للاعتضاد لا للاعتماد، إذ المعتمد عندهم متفلسفة الشكاكين، وليس قول رب العالمين، ومن ذلك دعوى بعض الجهال، ممن هو أجنبيٌ عن العلم الشرعي، من أن إبراهيم عليه السلام شك في إحياء الله الموتى، عندما قال

«رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ»، إذ يظن أن هذا الدليل يعضد أصلهم الفاسد.

وأقول: إن هذه الدعوى باطلة، وفيها اتهام لنبي الله إبراهيم عليه السلام، وحاشاه من الشك، فهو لم يقل لربه تعالى: هل تحيي الموتى؟، وإنما قال: «رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ»، فالسؤال بـ«كيف» دل على حال شيء موجود مقرر عند السائل، لا شك فيه، ولما قال له الله: «أَوَلَمْ تُؤْمِن»، أجاب بقوله: «بلى»، ولم يقل: عندي شك. وإذا كان أهل الإسلام لم يشكوا في قدرة الله على إحياء الموتى، فكيف يُنسَب الشك لإبراهيم عليه السلام، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نحن أحق بالشك من إبراهيم»، ومعناه، كما قال العلماء، ومنهم المزني صاحب الشافعي: إن الشك مستحيل في حق إبراهيم عليه السلام، فإن الشك لو كان مُتَطَرِّقًا إِلى الأنبياء لكنتُ أنا أحق به من إبراهيم، وقد عَلِمْتُمْ أَنِّي لَمْ أَشُكَّ، فَاعْلَمُوا أَن إِبراهيم عليه السلام لَمْ يَشُك.

وقال الخطابي: ليس ذلك اعترافا بالشك على نفسه ولا على إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، ولكن فيه نفي الشك عنهما، إذ يقول: إذا لم أشك في قدرة الله على إحياء الموتى، فإبراهيم أولى بألا يشك، وقال ذلك على سبيل التواضع والهضم من النفس، وكذلك قوله: «لو لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ لَأَجَبْتُ الداعي».

6. إن الله تعالى لا يحب الجهل والشك والحيرة، وإنما يحب العلم واليقين والثبات على دينه. وقد أمرنا أن نستهديه الصراط المستقيم، المتضمن العلم بالحق والعمل به والثبات عليه، وهؤلاء المتفلسفة الضلال يحبون الحيرة والشكوك التي هي سبيل من استهوته الشياطين، إذ قال تعالى:

«كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ».

  • الاربعاء PM 05:42
    2021-12-15
  • 1652
Powered by: GateGold