جديد الموقع

القائمة البريدية

تابعنا على تويتر

WhatsApp تواصل معنا

96599429239+

البحث

البحث

الزيارات

3190
زوار اليوم الحالي
59
زيارات اليوم الحالي
1559
زوار الاسبوع الحالي
41368
زيارات الاسبوع الحالي
59
زوار الشهر الحالي
3190
زيارات الشهر الحالي
5516432
كل الزيارات

عدد الزوار

انت الزائر رقم : 434275
يتصفح الموقع حاليا : 671

عرض المادة

عجبا لمن كان أصله نطفة كيف يجادل في خالقه؟

ما أحلم الله تعالى، وما أعظم جرأة بعض الناس وغرورهم وسفههم، غرهم الشيطان، وغرتهم صحتهم، وحياتهم الدنيا، مع أن الله تعالى حذرهم من ذلك، وأقام عليهم الحجة، فقال سبحانه

(فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُور)، وبين عداوة الشيطان في للناس وغروره لهم فقال

(يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) أي: خداعًا وكذبًا، وإذا قُضي الأمر يوم القيامة سيتبرأ الشيطان من أتباعه، ويقول لهم: لا تلوموني ولوموا أنفسكم، بدليل قول الله تعالى

(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم).

لقد كرّم الله الإنسان، وفضله على كثير ممن خلق كما قال تعالى

( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)

فأبى أكثر الناس هذا التكريم، فهربوا من الرق الذي خُلقوا له وهو العبودية لله وحده لا شريك له، فبُلوا برق النفس والشيطان، فالإنسان عبدٌ ولابد، إما عبدلله فقط، وإما عبد للهوى والشيطان، وكثير من دعاة الحرية اليوم، عبيدٌ لما تهواه أنفسهم من المخالفات، وعبيد للشيطان وجنوده، فالحرية عندهم هي حرية فعل المحرمات، وهذا هو عين العبودية للنفس والشيطان لو كانوا يعقلون، فلم يقبلوا تكريم الله لهم لأن الكرامة والعزة إنما هي بطاعة الله، قال تعالى

(مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) قال ابن كثير (أي: من كان يحب أن يكون عزيزا في الدنيا والآخرة، فليلزم طاعة الله، فإنه يحصل له مقصوده، لأن الله مالك الدنيا والآخرة، وله العزة جميعها).

أقول: لما لم يقبلوا هذا التكريم، صاروا يجادلون في الله وهو شديد المحال، فأهانهم الله، ومن أهانه الله فلا مكرم له، بدليل قوله تعالى {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} فالذلةُ والصغارُ لمن خالف أمر الله ورسوله، وقد قال الحسن البصري وابن القيم وغيرهم: «إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين، إن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، يذلهم الله، ويرفع مهابتهم من قلوب الخلق، ويهونون عليهم، ويستخفون بهم، كما هان عليهم أمر الله واستخفوا به، جزاءً وفاقا، فعلى قدر محبة العبد لله يحبه الناس، وعلى قدر خوفه من الله يخافه الخلق، وعلى قدر تعظيمه لله وحرماته يعظمه الناس، وكيف ينتهك عبدٌ حرمات الله، ويطمع أن لا ينتهك الناس حرماته؟ أم كيف يهون عليه حق الله ولا يُهوِّنه الله على الناس؟ أم كيف يستخف بمعاصي الله ولا يستخف به الخلق؟».

إن الخوف كل الخوف ليس على من إذا أذنب وعصى تاب إلى الله، لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، ولكن الخوف من انسلاخ القلب عن تحكيم دين الله، وتقديم أقوال أهل التشكيك والسفسطة والمتفلسفة على قول الله ورسوله، وفي هذا يقول ابن القيم في نونيته:

والله ما خوفي الذنوب فإنها *** لعلى طريق العفو والغفران.

لكنما أخشى انسلاخ القلب من*** تحكيم هذا الوحي والقرآن.

ورضا بآراء الرجال وخرصها*** لا كان ذاك بمنة الرحمن.

فبأي وجه التقى ربي إذا*** أعرضت عن ذا الوحي طول زمان.

فياللعجب: الرعدُ والصواعقُ والملائكةُ ومن في السموات ومن في الأرض والشمسُ والقمرُ والنجومُ والجبالُ والشجرُ والدوابُ وكثيرٌ من الناس، يسبحون الله، ويسجدون له، ثم يأتي إنسانٌ مغرور متفلسف، يجادل في الله، ويُنابذ شريعته، بل ويدعو للشك في الثوابت والمسلمات التي أمر الله بها ورسولُه، كالإيمان بالله واليوم الآخر، وأن كل من لم يؤمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد بعثته فهو من أهل النار، وغير ذلك من المسلمات، فيقول: لا بد أن نتفلسف ونشك في كل مسلمة وثابت، فهذا ما تعلمناه من كتب فلاسفة اليونان الشكاكين قديمًا، فهم قالوا لنا في فلسفتهم: عليكم بالمنهج الفلسفي الشكي: الشك المطلق في كل شيء، في الدين وعلم الغيب ووجود الله، فضلاً عما أمر الله به من لزوم الجماعة والبيعة لإمام المسلمين والسمع والطاعة، فكل ذلك مشكوك فيه عندهم، لأنه لا سبيل - كما يقولون- إلى إدراك الحقائق ولا إلى المعرفة اليقينية، فدينهم وطريقهم ومنهجهم هو الشك والارتياب، ولو كان الشك في أمور تخضع للتجارب والاختبار لكان متفهما، لكنهم يشكون في اليقينيات مما أمر الله به ورسولُه.

فالمسلمون يقولون:( اليقين لا يزول بالشك) وأفراخ المتفلسفة يقولون: ( الشك لايزيله اليقين )، الشك في كل أمر بدهي فطري ثابت، فياسبحان الله (أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض)، كيف يشك الإنسان بالله وبما شرعه سبحانه ؟

وإذا كان قدماء متفلسفة اليونان لم يستنيروا بنور الكتاب والسنة، فوقعوا في الشكوك والأوهام، فهل يليق بمسلم قرأ الكتاب والسنة، أن يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟

إنني أعجب كيف لإنسان كان سلالة من طين، ثم جعله الله نطفة، فخلق الله النطفة علقة، فخلق العلقة مضغة، فخلق المضغة عظاما، فكسا الله عظامه لحما، فأنشأه خلقا آخر، ينقله الخالق سبحانه من طور إلى طور، وهو نطفة لم يكن شيئًا مذكورًا، ثم لما صار إنسانًا صار يجادل الله خالقه، ويشك في الله وفي دينه وفي علم الغيب، وما أخبر الله في كتابه وما أخبر به رسوله عليه الصلاة والسلام، فيا أيها الإنسان

( مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ * كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّين).

فحري بكل مسلم أن يقدر الله حق قدره، ولا يعارض كلام الله وما صح من كلام رسوله، بكلام أحد من الخلق

ولا يلتفت لمن يدعو للشك في دين الله، فالله تعالى سيسألنا يوم القيامة (ماذا أجبتم المرسلين)؟ وليس ماذا أجبتم المتفلسف الفلاني، ولا المفكر العلاني.

  • الاربعاء AM 12:00
    2021-12-22
  • 1376
Powered by: GateGold