الحمد
لله رب العالمين وبعد :
ما أجمل هذه العبارة و هنيئا لمن ربح الصحابة ولم يخسر آل البيت رضي الله
عنهم أجمعين الذين قاموا جميعا بنصرة هذا الإسلام، قرأت رسالة بهذا العنوان
لمؤلفه علي بن محمد الذي ولد وترعرع في أسرة مذهبها قائم على سب الصحابة
وتكفيرهم فقاده عقله المتحرر وتفكيره المتميز بعد الله عز وجل إلى الترضي
عنهم وترك سبهم وشتمهم وتكفيرهم فربح الصحابة ولم يخسر آل البيت رضي الله
عنهم أجمعين. إلى من خسر الصحابة : أما آن لك أن ترجع إلى عقلك وتتحرر من التقليد
الأعمى وتتدبر النصوص القرآنية.
إلى من خسر الصحابة: إلى من غُرِر به واتبع غيره بغير هدى ولا كتاب منير
وإنما اعتمد على أحاديث كذب وروايات مختلقة في ذم الصحابة ولعنهم وتكفيرهم
ما أنزل الله بها من سلطان وقد كتب أعداء الإسلام هذه الروايات و قالوا هذه
من عند الله ومن عند الأئمة كذبا وزورا ليشتروا به ثمنا قليلا.
الى من خسر الصحابة: أما تعلم أن العقل أشرف ما في الإنسان، أما تعلم أن التكاليف
الشرعية منوطة بالعقل ، أما تعلم أن العقل نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل، أما
تعلم ان العقل علامة فارقة بينك وبين الحيوان، أما تعلم أن الله عاب على الكافرين
بأنهم قوم لا يعقلون.
أخي القارئ : هل أنت ممن خسرت الصحابة أم لا؟! فإن كنت ممن ربح الصحابة ولم
يخسر آل البيت أجمعين فاحمد الله عز وجل الى أن وفقك إلى حبهم وإلى الصواب
وإن كنت ممن خسرت الصحابة ولم تعط لهم وزنا وقدرا فإني أنصحك أن تعيد النظر
وتقف لحظة تدبر وتمعن في كتاب الله الذي يثني على الصحابة من المهاجرين
والأنصار وأن تقارن بين هذه الآيات الواضحات التي لا يأتيها الباطل لا من بين
يديها ولا من خلفها وبين هذه الروايات المختلقة الوضيعة التي تطعن في الصحابة كذبا
وزورا يا من خسرت الصحابة أحذرك من إلغاء العقل وأن تتبع عقل غيرك وتفكيره من غير
بينة ولا برهان قال تعالى: «أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام
بل هم أضل سبيلا»إن هؤلاء الذين يتبعون غيرهم بعدما ألغوا عقولهم هم أسوأ حالا
من الأنعام السارحة التي تغدوا خماصا وتروح بطانا وتسبح الله «وإن من شيء إلا يسبح
بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم».
أخي القارئ: إن العقل أشرف ما في الانسان قال تعالى: «ان في ذلك لآيات لقوم
يعقلون» أي يعقلون عن الله ويفهمون كلامه وحججه فالعقل مادة يستطيع الانسان
من خلاله أن يتوصل الى الحق إن الذي لا يفكر ولا يتأملبالنصوص القرآنية وغيرها
ولا يطيل النظر والتدبر لا سيما الروايات التي تصطدم بصريح القرآن فإن حاله
كما قال تعالى: «صم بكم عمي فهم لا يعقلون»، كما يقال في المثل الجاهل: أين
تذهب؟ قال: معهم، قيل: فإلى أين يذهبون؟ قال: لا أدري. ولعلك أيها القارىء
سمعت ما قال عبدالصمد في تأبين مغنيه أن الكون أشرق لموته فقال الذين بين يديه
اللهم صلي على محمد وآل محمد مع أن موته قد عُلم من وسائل الاعلام عندما تناقلته
و لم يُعلم بموته كما يزعم من إشراق الكون.
يقول السيد فضل الله منتقدا ما يذكر في قصة الاعتداء على الزهراء أن أبا
بكر قام بضربها عندما ذهب إلى بيتها «... أنت إذا كان واحد جاء وهجم
على زوجتك ويريد أن يضربها، هل تقعد في بيتك وبالغرفة وتقول: لا حول ولا
قوة إلا بالله، أو تهجم على الذي جاء يضرب زوجتك؟! علي بن أبي طالب سلام
الله عليه، هذا الرجل الذي دوَّخ الأبطال يترك الجماعة يهجمون على الزهراء
بهذا الشكل وهو قاعد في البيت ليقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟!
أي واحد يقبل على نفسه منكم ؟! ولا أحد....»
ويقول كذلك السيد فضل الله: «لماذا الزهراء تفتح الباب ... أنت إذا كنت
موجودا في البيت وزوجتك موجودة ودق الباب أحد خصوصا إذا جاء رجال أمن
ليعتقلوك هل تقول : أنت أخرجي؟ يعني الإمام علي جبان ، ما عنده غيره؟!
يقولون: النبي صلى الله عليه وسلم أوصاه بأن لا يفتح المعركة في الخلافة!
وليس أن لا يدافع عن زوجته» الحوزة العلمية تدين الانحراف.. ص 27-28
إذن يا من خسرت الصحابة كن كمثل السيد فضل الله حينما رد هذه الرواية من خلال
التدبر والتمعن واقرأ أنت هذه الآيات:
قال تعالى: «محَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى
الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ
فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ
أَثَرِ السُّجُودِ».
وقال تعالى: «وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ
عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»
وقال تعالى: «لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ
وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ
مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ
بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ».
وقال تعالى: «لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن
دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ
وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ».
وقال تعالى: «وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن
قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ
حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ
خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».
وقال تعالى: «وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا
اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ
فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ».
هذه الآيات ذكرت ثلاث طوائف الطائفة الأولى: هم المهاجرون، الطائفة الثانية:
هم الأنصار الذين تبوؤوا الدار والإيمان والطائفة الثالثة: هم الذين جاؤوا من
بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا
للذين أمنوا.
يا من خسرت الصحابة: من أي طائفة أنت؟! هل أنت من الطائفة الأولى؟ الجواب
لا، هل أنت من الطائفة الثانية؟ الجواب لا، هل أنت من الطائفة الثالثة؟ لا
أريد منك أن تقول لا فإن قلت لا فقد خسرت الدنيا والآخرة وإن قلت نعم فقد
ربحت الصحابة ولم تخسر آل البيت.
أخي.. أخي ألم تعلم أن سب الصحابة طعن بالله وبكتابه وطعن برسول الله وبسنة
رسوله لأن الله اختارهم لصحبة نبيه وأثنى عليهم في كتابه واختارهم النبي
صلى الله عليه وسلم ليكونوا أصحابا له وقد صاهرهم ونقلوا سنته رضي الله
تعالى عنهم أجمعين.
أخي ألم تعلم أن عليا رضي الله عنه زوج ابنته لعمر بن الخطاب وسمى أبناءه
بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان وكذلك الحسن والحسين سميا أبناءهما بأسماء
الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان و هل أنت تسمي ابنك بصدام حسين؟! الجواب لا
لأنك تبغضه وتكرهه ألا يدل ذلك دلالة واضحة على أن الصحابة أمة واحدة في
المحبة والتآلف والنصرة لهذا الدين وأن الأعداء هم الذين اختلقوا هذه الخلافات
ليمزقوا وحدة الأمة لتذهب ريحها وقوتها.
أخي احذر من قوله تعالى: «وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ
فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا»وقوله تعالى: «هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ
الْغَاشِيَةِ ، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ، عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ ،
تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً».
كتبه فيحان الجرمان
|