الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام

على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

وبعد :

فيا أخواني

الموت سماه الله ﷻ مصيبة

فقال سبحانه: ( فأصابتكم مصيبة الموت )،

ومن مات له ميّت لاشك أنه يحزن عليه

ويتفكر في أحواله وأعماله ويرجو الله

أن يحسن عاقبته

وكثير من الشباب الذين

فيهم صلاح وحسن عهد وبِرّ

إذا مات أبوه أو أمه أو أخته أو أخوه أو صاحبه

يسارع

ليحفر له بئر ويبني له مسجد ويتصدق عنه...

‏ويقول الله ﷻ: (ونكتب ما قدّموا وآثارهم)

يقول العلماء:

آثار الخير والشر التي يقدمها المرء

في حياته.

فهذه الآثار هي رصيد خزّنها العبد

تجري عليه

بعد موته

‏فإن كان الرصيد خيرا

وإن كانت الترِكة خيرا

وإن كانت الآثار تبيّض الوجه

وإن كانت الأعمال صالحة

فليبــشر صاحبها بحسن المآل والنعيم المقيم....

‏وإن كان الرصيد شرا

وكانت الأعمال فاسدة باطلة

وكانت الآثار قبيحة

صارت سيئات جارية عليه بعد موته

فأعظم الله أجر أهله فيه

وجبر مصابهم

والله المستعان

باختصــار وبعد هذه المقدمة ،

الموضوع :

كلمني أحد الفضلاء

وقال هناك حسابات لبعض الناس

قد ماتوا

ويكون فيها شيئا من ( الشر والأمر الحرام )

فيقوم بعض الطيبين وينشرون الحساب

سواء

تويتر أو انستقرام ...

ويضعون على صورة الحساب

(توفاه الله ادعوا له واغلقوا حسابه ووو..)

وهم بذلك مقصدهم حسن

فينشرون الحساب ليعمل له (ربوت سبام)

يظنون أنه سيغلق !ولن يغلق !

فماذا تنصح بذلك ؟

أقول يا إخواني

أولا: يقول ابن مسعود رضي الله عنه: ( كم من مريد للخير لم يبلغه ولم يدركه )

فلذلك يا إخواني نشر الحساب الذي فيه منكرات

حــرام ( سواء كان صاحبه حيّ أو ميت)

لأن الله ﷻ يقول: (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)

ثم هذا الرجل الذي مات

يحتاج منا الدعاء والاستغفار

والدعاء أفضل الأعمال للميت كما قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله :-

http://youtu.be/3irAMFdUVqY

أما نشر حساب المتوفى

وطلب اغلاقه من الناس بأي طريقة

فهذا لا يكون ،

كما قاله لي كثير من الإخوة ،

ويكون في نشره دعوة للناس بالدخول

على الحساب وهذا يقويه ! ولن يغلق !!!!

‏

كذلك إذا كان حساب المتوفى فيه

منكرات ومحرمات

فإن كل من اطلع عليها!

سينال الميت شيئا من وزرها،

لأنه هو من أوْجدها

ونشرها ووضعها!

كما أن النشر( لحساب المتوفى )

فيه إيذاء للأحياء

أمه وأبيه وإخوانه

الحساب لن يغلق ،

والتشهير بالميت حاصل ،

والسيئات تجري عليه بقدر

المنكرات التي فيه !

ثانيا: الحل الأمثل يا إخواني

أن يُترك الحساب

أو يتوجه أبوه أو أخوه أو من له معرفة بمثل ذلك

إلى شركات التواصل

أو أجهزة المباحث ليسعون في

إغلاقه

هذا أفضل

والأهم في هذا

أن نعتبر يا إخواني من مثل ذلك

والسعيد من وعظ بغيره كما قيل

ولنحرص على أن لا نكتب شيئا

إلا الذي يُٰسرنا بين يدي الله

إن وقفنا بين يديه وكلّمنا جلّ وعلا

كل واحد منا لوحده

قيل :

وما من كاتب إلا سيفنى

ويبقي الدهر ما كتبت يداه

فلا تكتب بكفك غير شيء

يسرك يوم القيامة ان تراه

وقال الآخر :

الخط يبقى زمانا بعد كاتبه

وكاتب الخط تحت الأرض مدفون

هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

والله أعلم

والحمد لله رب العالمين

كتبه / منصور بن عبدالله العازمي