(( واللهُ يحكُم لا مُعقِّـبَ لحُكمِه ))

الحمد لله القائل

( والله يحكم لا معقب لحكمه )

والقائل جل جلاله وعز حكمه وسلطانه

( إن الحكم إلا لله )

والقائل تقدست أسماؤه وعلت صفاته

( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله

القائل (( إقامة حد من حدود الله خير من أن تمطروا أربعين ليلة في بلاد الله )) حسنه الشيخ الألباني .

أما بعد،،،،

فيجب على المسلمين جميعا الإنقياد لحكم

الله واتباع ما جاء وماصح من حديث سيد الأنبياء

وأن لا يقدموا بين يدي الله ورسوله

حكم أي أحد كائنا من كان

(( لا دستور ولا غيره مما يقعّده ويقننهُ البشر

ويزعمون أنه خير وصلاح وهو شر وفساد ))

فالقرآن العظيم هو الكتاب الذي قال الله فيه

( لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

تنزيل من حكيم حميد )

وهو الكتاب الذي من تمسك به

نجا وهُدي وكفي وحقق ما يوجب له النصر والتمكين لأن الله يقول

( ولينصرنّ الله من ينصره )

ونصرة الله تكون بإقامة شرعه وتطبيق حدوده

ونشر أحكامه والفرح بحكمه والإعتقاد الجازم

واليقين الصادق بأنه الحكيم سبحانه

ذو الحُكم والحكمة

وليس لمخلوق كائنا من كان أن يتخير ويشاور

هل نطبق الشرع أم لا ؟!

وليس لمخلوق كائنا من كان أن يقول

( إلا الدستور إلا الدستور !!!!! )

فقائل هذه الكلمة يخشى عليه من العذاب الأليم والوعيد الشديد !!

يقول الله تعالى مادحا عباده المؤمنين

( وماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله

ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )

فليس لك أيها العبد الضعيف تعقيب

ولا خِيرة في حكم الحكيم العزيز

فتطبيق الشريعة وإقامة حدود الله أمر واجب وفرض على كل مسلم مسلمة ومؤمن ومؤمنة

وواجب على الجميع رجالا ونساء شيوخا وشبانا أن يسعوا في تحقيقه كل بحسبه وجهده ووسعه ...

على المرء أن يسعى لما فيه خيره

وليس له أن لا يساعده الدهر

وتطبيق الشرع ترجع بركاته على أهل الأرض

- تفتح السماء لهم الخيرات

- وتخرج لهم الأرض الكنوز والثمار وتنبت لهم الكلأ وتخرج لهم الكمأ ...

- ويصلح المجتمع بإقامة الحدود

قال الله (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا

لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ))

فيقل القتل وتقل السرقة والزنا واللواط والفجور

ويرتدعن المتبرجات الكاشفات المتأسيات بالغربيات الكافرات الفاجرات

ويخنس كل شيطان مارد من شياطين الإنس

والجان ...

- وتصلح جميع أحوال المسلمين .

لأن الله هو الذي خلقهم ويعلم حالهم ويعلم ما يصلح أحوالهم ..

والضد بالضد يذكر !

فإن لم نُقم شرع الله ونحكِّم كتابه المبين فينا ستتوارد علينا المصائب والبلايا

والشرور والهموم ، قال الله

(( فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيرًا ))

وأسألكم بالله ! أي ظلم أبشع وأرذل وأحقر

وأضل من رمينا وتركنا

لكتاب الله ؟!!!

قال الشيخ العلامة محمد العثيمين

( شرح رياض الصالحين ) : " ولما تخلت الأمة الإسلامية عن إقامة حدود الله وصارت المحسوبيات والوسطات تعمل عملها في إسقاط حدود الله عزوجل تدهورت الأمة الإسلامية إلى الحد الذي ترونه الآن، فنسأل الله تعالى أن يعيد للأمة الإسلامية مجدها

وتمسكها بدينها إنه على كل شيء قدير " .

آميييييين .

فالدستور كلامٌ من وضع البشر يعتريه النقص والتغيير لحكم الله

وفيه محادة لحكم الله وحكم الرسول عليه الصلاة والسلام ، وفيه تعطيل ونبذل

للأحكام التي يصلح فيها العباد والبلاد !

الله أمر بقطع يد السارق إن توفرت الشروط

الله أمر برجم الزاني وجلد القاذف

الله أمر بالعفاف والحياء والستر

الله أمر بالجهاد وقول الحق والصدع بالأمر

بالمعروف والنهي عن المنكر

الله أمر بالولاء لأوليائه والبراءة من أعدائه

الله أمر بالرجوع إلى كتابه وأمر بالرجوع للنبي عليه السلام في حياته وإلى سنته بعد وفاته وأمر بالرجوع لأهل العلم الراسخين...

فأين هذا الذي مضى في الدستور

أين هو يا إخواننا ؟!!!!!

وكلام ربي لايجيء بمثله

أحد ولو جمعت له الثقلان

وهو المصون من الأباطل كلها

ومن الزيادة فيه والنقصان

فالله الله يامن لهم حظوة عند الأمراء

والحكام والرؤساء والوجهاء

نريد حكم الله

نريد شرع الله

نريد العفة والحياء والبر والصلاح

ليس هذا إلا بالشرع

قال الله

(( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه

والذي خبُث لا يخرج إلا نكدا ))

والحمد لله رب العالمين 

كتبه / منصور بن عبد الله العازمي

٣٠ / جمادى الأولى / ١٤٣٣هـ