القائمة البريدية

تابعنا على تويتر

WhatsApp تواصل معنا

96599429239+

البحث

البحث

الزيارات

5416
زوار اليوم الحالي
50
زيارات اليوم الحالي
1017
زوار الاسبوع الحالي
32797
زيارات الاسبوع الحالي
50
زوار الشهر الحالي
5416
زيارات الشهر الحالي
4745820
كل الزيارات

عدد الزوار

انت الزائر رقم : 405585
يتصفح الموقع حاليا : 550

عرض المادة

مثبطات على طريق المستقيم

الحمد لله وحده ، الحمد لله القائل (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) وعز وجل سبحانه الذي أعد للمستقيمين على الطاعة حفظا من قِبل ملائكته الكرام فقال (( تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا ))

وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

 

أما بعد :

 

فالمثبطات والشواغل والأمور التي تقطع الطريق وتَحْرف المستقيم كثيرة جدا جدا ، فلعلي أذكر ما رأيته ولمسته منتشرا في هذه الأيام التي عمت فيها الفتن وكثرة وتلونت فيها المغريات ، ولا حول ولا قوة إلا بالله :

 

منها :

 

- الكسل والعجز ،  الكسل داء يفتك في المستقيم متى ما وجد له طريق عليه ! لمَ ؟ لأن الكسل يدعو العبد إلى الدعة والخمول والإحباط عن مواصلة العمل فهو ضد النشاط والهمة العالية ، وتبعاته خطيرة إن تمكن من العبد = سوف يتقاعس العبد عن الطاعات بكل أنواعها من طلب علم وسنن رواتب وزيارة إخوان وحضور لحلق العلم .... ، فيجب عليك يا عبد الله يا أيها المستقيم أن تتضرع إلى ربك وتستعيذ بالله تعالى من هذا الداء ، فلذلك كان من جوامع أدعية النبي عليه الصلاة والسلام ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ) ، يقول ابن القيم : " والعجز والكسل قرينان: فإن تخلف العبد عن أسباب الخير والفلاح، إن كان لعدم قدرته فهو العجز، وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل " .

 

- النفس ، وهذه النفس التي بين جنبي العبد متى ما طهرها وزكاها صاحبها زكت وعلت به وجعلت روحه تحوم حول العرش وهو في الأرض ، ومتى ما أوبقها ودنسها بالمعاصي والذنوب انتكست عليه وجلبت له الأحزان والهموم والغموم وصارت أخطر أعدائه عليه

وأولهم في صده عن الجنة دار السلام،

يقول ابن القيم : " ومن عقوبة المعاصي أنها تصغر النفس، وتقمعها، وتدسيها، وتحقرها، حتى تكون أصغر كل شيء وأحقره، كما أن الطاعة تنميها وتزكيها وتكبرها، قال تعالى: ((قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)) "

 

- الهوى ، وما أدراك ما الهوى هو ميل النفس لما تحب ! فإن أحبت المعاصي ستُقبِل عليها وإن أحبت الطاعة ستُقدم عليها .

والهوى ( أيها المسلمون ) يُعبد من دون الله تعالى ، قال الله ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه )

يقول ابن القيم : " العاصي دائما في أسر شيطانه، وسجن شهواته، وقيود هواه، فهو أسير مسجون مقيد، ولا أسير أسوأ حالا من أسير أسره أعدى عدو له، ولا سجن أضيق من سجن الهوى، ولا قيد أصعب من قيد الشهوة، فكيف يسير إلى الله والدار الآخرة قلب مأسور مسجون مقيد؟ وكيف يخطو خطوة واحدة ؟! "

 

- الصحبة الفاسدة ، فإن صحبت أيها الأخ المبارك الأخيار الفضلاء ستكون مباركا بإذن الله وإن صحبت غيرهم فأنت مثلهم، قال عليه الصلاة والسلام ( المرء على دين خليله ) رواه الترمذي وصححه الألباني .

وقال تعالى ذاكرا حال وتأسف العبد الذي يصحب غير الأخيار الطائعين

( في عرصات القيامة )

فقال جل وعلا
(( ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا )) .

 

ووالله يا إخوة ! أنه أول ما يدخل الشيطان على قلب العبد ويريد ضرره وانتكاسته يزين له الطعن في إخوانه المستقيمين وتنفيره منهم وعدم تحمل الزلات والهفوات منهم وكثرة عتابهم والشعور بالضيق منهم ومن مجالسهم

وبالمقابل يُزين له الشيطان اللعين مجالس العامة المليئة بالمنكرات كالتلفاز الفاضح ! والدخان والغيبة والنميمة والطعن بالأنساب واللعن .... وغيرها كثير !

فالحذر الحذر !!! أيها المستقيم على أمر الله،

واجعل هذه الآية نصب عينك دائما وأبدا

 

( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم ...)

 

والشباب المستقيمين على ما فيهم من قصور خير بكثير من العامة الذين يقترفون الكبائر والمنكرات جهارا نهارا ، تأمل هذا جيدا .

 

- الفتور ، وهو التراخي بعد النشاط والإجتهاد وهذا مرض لا بد وأن يعتري كل عابد طائع لله تعالى ، قال عليه الصلاة والسلام ( إن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كان فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك ) صححه الألباني، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام لحنظلة رضي الله عنه ( ساعة وساعة )

فهذه النفس تتقلب أحوالها ولا تصفو أزمانها

ولا يستقر حالها ، قال علي رضي الله عنه : "إن النفس لها إقبال وإدبار ، فإذا أقبلت فخذها بالعزيمة والعبادة ، وإذا أدبرت فأقصرها على الفرائض والواجبات " .

ومن هذا يظهر حكمة الشريعة في تنوع العبادات القولية والفعلية وتنوعها كذلك من جهة فرائض ونوافل وواجبات وسنن ، بل حتى العبادة نفسها يكون فيها التنوع والاختلاف مثل ( أذكار السجود في الصلاة : سبحان ربي الأعلى ، سبوح قدوس رب الملائكة والروح ... وغيرها ) .

 

فالنفس إذا استمرت على حالة واحدة يكون الفتور وقد تكون السآمة .

 

- ومن المثبطات .... الزوجة غير الصالحة أوالزوج غير الصالح ،

فهذا من أعظم المثبطات ومن أكبر الأسباب التي تُردي حالة المستقيم أو المستقيمة !

لأن الرجل المستقيم إن تزوج بإمرأة ليست من أهل الطاعة ولا من أهل الإلتزام بحدود الله فإنها ستسعى جاهدة لتغيير حال هذا الزوج حتى تحضى على كل ما تريد من ملذات الدنيا التي يزينها الشيطان ، ولقد سمعت من بعض إخواننا الذي عاشوا معنا وقضينا معهم سنين عديدة سمعتهم يقولون : إن زوجتي تقول لي لماذا لا نذهب للسينما ولماذا لا نذهب للملاهي والحدائق المختلطة ...!!!! وهكذا تزنّ عليه وتحن حتى تغيره أو يفارقها !!!

 

فيا أيها المستقيم أحسن الاختيار واجتهد في إصلاح زوجك وبيتك فهو مملكتك الأولى وبصلاحها سعادة لك في الدنيا والآخرة قال الله ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ... ) الآية .

 

- ومن المثبطات ... الوظيفة ، فبعض الوظائف التي يلتحق بها بعض المستقيمين تكون مختلطة رجالا ونساء ، فما إن يلتحق بها المستقيم إلا ويعتريه النقص في الطاعة وتزداد آثامه إلى آثام نظر محرم وكلام محرم وهجر للطاعات وهكذا ... ، فالسيئة تقول أختي أختي ...! وبعض الوظائف يُبتلى المستقيم برجال لا خلاق لهم ولا خلق ! فتراهم وقد حصرهم مكان معين ( غرفة مثلا أو جناح ....)

فيشربون في الدخان وهو ينظر ولا يستطيع أن يحرك ساكنا

أو يأتون بالتلفاز ويضعون القنوات الفاسدة المفسدة أو أنهم يقعون في أعراض الناس ويقعون في النميمة والغيبة وغيرها من الكبائر.

- ومن المثبطات .... مؤانسة الطبع !!

وهذا من الأمور التي انتشرت عندنا هنا في الكويت خصوصا ، والسبب تنوع أماكن الاجتماع من : ديوانيات ، مخيمات ، استراحات ، جواخير .... !

يقول ابن القيم : ( والاجتماع بالإخوان قسمان أحدهما اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت فهذا مضرته أرجح من منفعته وأقل ما فيه أنه يفسد القلب ويضيع الوقت الثاني الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها ) .

 

وأخيرا ،،،

إخواني اعلموا أن الدنيا ساعة وأن الدنيا دار ممر وأن الدنيا دنية وأن الدنيا سجن المؤمن

فحريٌ بمن عرف ما أعده الله للصابرين الشاكرين المستقيمين على طاعته من فضل وأجر وجزاء أن يتصبر ويجاهد نفسه وهواه وشيطانه ، فما نيل المنى بالتمني ولا الإيمان بالتحلي ولكنه شيء وَقر في القلب .

 

( وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد

ذخرا يكون كصالح الأعمالِ )

 

قال ابن القيم رحمه الله :

" قالت العقلاء قاطبة النعيم لا يدرك بالنعيم ، والراحه لا تنال بالراحه،وأن من آثر اللذات فاتته اللذات " .

 

والمثبطات التي تعرقل السير إلى مرضاة

رب العباد

كثيرة جد كثيرة

وحسبي ما ذكرت .

 

( وفي النفس ما أعيا العبارة كشفه

وقصّر في تبيانه النظم والنثر )

 

هذا ما تيسر جمعه وإعدادهُ

وأستغفر الله

من كل هفوة أو زلة أو ذنب

 

والله أعلم

 

والحمد لله رب العالمين

 

 

كتبه / منصور بن عبد الله العازمي

 

٥ / ربيع الأول / ١٤٣٤ هـ

 


  • الثلاثاء PM 10:29
    2015-09-22
  • 1471
Powered by: GateGold