القائمة الرئيسية
جديد الموقع
القائمة البريدية
تابعنا على تويتر
WhatsApp تواصل معنا
96599429239+
البحث
الزيارات
عدد الزوار
عرض المادة
كلمة حول بيان الـ 52 داعية
كلمة حول بيان الـ (52) داعية
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده؛ أما بعد :
فقد وقفت على نشرة حملت توقيع اثنين وخمسين من الدعاة، فيها بيان موجّه لحكام المسلمين وعلمائهم في المملكة العربية السعودية وغيرها؛ حمل إملاءً وتوجيهاً مباشراً لولاة الأمر، وكذا الأمر والإملاء على العلماء المصلحين اعملوا كذا.. وقوموا بكذا.. ومثال ذلك:
تضمن البيان الأمر على أمراء الحرب، ومطالبة الدول باستخدام القوة!
إصدار الأوامر والتوجيهات إلى رجال السياسة لقطع العلاقات (الدبلوماسية).. مع بعض الجهات!
جعل الموقعون على البيان لأنفسهم رتبة علية فوق علماء الأمة، فيأمرون العلماء في بيانهم لاتخاذ مواقف اتجاه الأعداء!
لقد رأينا خلطاً غريباً للعلاقة بين الراعي والرعية، لا نعرف الأمير من المأمور، ولا الوالي من غيره، فالأمر منكوس؛ الأدنى يُمْلي رأياً على الأعلى، والعامي يُوجّه العالم؛ يبتغي سير الأمور وفق مراده وهواه!!
ولذا لزم المقام توضيح شيءٍ مما شغب به أصحاب البيان، وكشف الغطا عما حواه من غَشٍ وتلبس.
فنقول وبالله التوفيق:
إن الأمر في استنهاض الأمة عند النوازل وغيرها مناط بولاة الأمر من الأمراء والعلماء دون غيرهم، وهذا ملحظ ينبغي ألا يخفى على من له عناية بالعلم الشرعي؛ علم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
وإن مثل هذا العمل المشروع -من جهاد ونصرة ونحوه- لم نقف على صدور فتوى وتوجيه بعد من جهة شرعية رسمية، كـ (هيئة كبار العلماء) برئاسة المفتي العام للمملكة العربية السعودية، وهي الجهة العلمية الرسمية المخولة بذلك..
وأما ذلكم البيان [بيان الـ 52 داعية] فيُعد افتئاتاً على ولاة الأمر من علماء الأمة، وسلباً لصلاحياتهم، ولباساً لثوب العلماء الموثوق بعلمهم، وهذا تلبيس وغش للعامة، وإثارة للدهماء، وفيه من المخالفات ما فيه؛ كـاتهام الولاة والعلماء بالتقصير، وخيانة المسلمين، والتثبيط عن جهاد الكفار والمنحرفين، تصريحاً أو تلميحاً في الخطاب، وفي ذلك إيغار لصدور الناس على العلماء المصلحين.
وإن الدعوة لمثل هذه الأعمال ومباشرتها؛ لها أخوات سابقات من قَبْلُ (من حزب الإخوان المسلمين خاصة)، فإنها شبيهة للبيان الذي خرج معترضاً؛ ينادي بحرمة دخول القوات الأجنبية لتحرير الكويت، يعلنون المخالفة لفتاوى كبار العلماء، وقد ثبت للعقلاء بطلان ما ذهبوا إليه، ونصر الله مذهب العلماء الأجلاء..
وكذلك البيانات التي خرجت دعوة للجهاد في سوريا، وبسببها أزهقت الأرواح، وانتهكت الأعراض وشرد شعب بأكمله في الداخل والخارج..
ولذا فإن التريث مطلب شرعي؛ حتى تُسمع كلمة العلماء الربانيين، فهم قادة الأمة؛ الأعلم والأحكم ، ينصحون للشعوب، ويتناصحون مع الولاة وأمراء الحرب بما فيه النجاة في الدنيا والآخرة، واللهم أعز الاسلام والمسلمين، وانصر عبادك المستضعفين.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه: عبد العزيز بن ندى العتيبي
٢٣ من ذي الحجة ١٤٣٦
يوافق ٦/ ١٠/ ٢٠١٥
-
الخميس AM 05:56
2015-10-08 - 2431