الرد على الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق في قوله: ( داعش والمداخلة وجهان لعملة واحدة )

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :

الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق عافانا الله وإخواننا مما كسبت يداه من كتابات آثمة ومنحرفة، ولسان لم يستقم على أمر الله، ولا على منهج سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين.

الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق منذ سنوات وهو يحارب المنهج السلفي، ولكنه كان يراوغ، وكما قال عمر -رضي الله عنه- في تعريف الاستقامة: "أن يكون على أمر الله -أو كلمة نحوها- ولا يرغ روغان الثعالب". فالمراوغة عرفناها من الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، ثم انكشف منذ سنين بحمد الله تبارك وتعالى. ويكفي يا شيخ عبد الرحمن عبد الخالق وأنت تطعن بالمنهج السلفي، وأنت تطعن على ما تسميه -المداخلة-، تسترا على طعنك بالمنهج السلفي، وإلا أين المداخلة؟ هل الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- له منهج خاص؟ أعطنا المواضع التي خالف فيها أهل السنة والجماعة!

ثم إن الشيخ ربيعا قد زكاه علماء العصر، أمثال الشيخ العلامة ابن باز -رحمه الله-، والشيخ العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-، والعلامة مقبل الوادعي -رحمه الله-، والعلامة صالح الفوزان حفظه الله وغيرهم كثير. وأنت تعلم هذا جيدا يا شيخ عبد الرحمن عبد الخالق، وإنما أوجه رسالتي هذه إلى أتباعك المغرورين أو المصرين على الباطل، والعياذ بالله.

وفي المقابل، لا أعرف عالما إلا وذمك ورد عليك وشددوا عليك النكير ولكن من صفاتك أنك تصر على الباطل.

فهذا مقطع للعلامة ابن غصون يرد فيه على الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق .

http://youtu.be/-7Wlu5dxenY

وهذا مقطع للشيخ صالح الفوزان يرد فيه على الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق.

http://youtu.be/boQdOmHTTWk

وهذا مقطع للعلامة ابن عثيمين يرد فيه على الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق.

http://youtu.be/Et8b9RW0MwQ

وهذا غيض من فيض !

وعندما خرج منك البيان الآثم عن طريق جمعية إحياء التراث الإسلامي، الذي يمتدح فيه البعث وصدام حسين،

ذهب الإخوة إلى العلماء، فأنكروه أشد الإنكار، وأنا أذكر في إحدى الدوانيات -بعد تحرير الكويت- ويشهد على ذلك العشرات من الإخوة وطلاب العلم، انك قلت ان هذا البيان مفخرة لجمعية إحياء التراث الإسلامي! تصر يا شيخ عبدالرحمن عبدالخالق على الباطل دائما! فأنت الذي قلت: "لي الآلاف من الأشرطة والمؤلفات ولا أذكر أني تراجعت عن مسألة واحدة طوال حياتي العلمية"! وهذا ذم وليس مدحا! سواء شعرت بهذا أم لم تشعر! فالعلماء قديما وحديثا كانوا يتراجعون عن أقوالهم ان تبين أنهم أخطؤوا .

ألست أنت الذي فرخت التكفيريين، من أمثال حامد العلي وغيره؟! ألست أنت الذي شجعت التكفيريين وأثنيت على الأحزاب الضالة؟ ألست أنت الذي حمست الشباب على التكفير؟ سبحان الله! رمتني بدائها وانسلت !

اتق الله! والله لتُسأل عن هذا الافتراء والبهتان، أين الشيخ ربيع وأتباع المنهج السلفي من داعش؟ فهم أشد الناس على الخوارج! وأما الذين ينعقون من المغرورين والمتعصبين لك، يقولون انك تكلمت كثيرا عن الخوارج. نعم، تكلمتٓ كثيرا في السابق عن الخوارج ولكن العبرة بالخواتيم، والعبرة بما يكون عليه المرء في آخر الأمر. فها أنت منذ سنوات تنتهج المنهج التكفيري. لا يهم أن تكون من داعش أو القاعدة أو نحو ذلك، المهم أنك تكفيري! وأن الذين يسبون العلماء الآن أنت الذي جرأتهم! ألم تسب العلامة الشنقيطي؟ ألم تسب تلامذة الشيخ محمد بن عبدالوهاب قديما؟ هذا ديدنك، وهذا منهجك الفاسد! اتق الله، وكف لسانك الذي ستُسأل عنه يوم القيامة .

قال تعالى: (فأما الزبد فيذهب جفاء). فوالله يا شيخ عبدالرحمن عبدالخالق لن تستفيد شيئا من هذا إلا جمع السيئات، والتبعات التي سوف تحاسب عليها وتُسأل عنها، طالما ضللت الشباب وكنت سببا في انحرافهم. وقد قال العلامة الألباني منذ زمن: "ان لم يترك الشيخ عبدالرحمن السياسة سيخسر دعوته السلفية"! وقد صدق والله! قل لي يا شيخ عبدالرحمن مٓن مِن العلماء لم يرد عليك؟! ولكنك لا تجرأ على المواجهة، وإنما تراوغ دائما! تقول للشيخ ابن باز: سأكتب وأغير وأقول ووو...ثم نكثت الوعد، وهذا ما حصل عندما ذهب الشيخ عبدالله السبت إلى الشيخ ابن باز وأطلعه على كتاباتك الآثمة، ثم قلتٓ يا شيخ عبدالرحمن "سوف أتراجع"، وصدق الشيخ ربيع آنذاك حين قال: "هذا تراجع دبلوماسي"! ثم استغربنا -سبحان الله- كيف يقول الشيخ ربيع مثل هذا الكلام؟ وقد صدق، لأنك لم تتراجع، وإنما كان ذاك الفعل روغانا كالعادة.

أنت المفرخة للتكفير يا شيخ عبدالرحمن! فأنت كالدجاجة أو مكائن التفريخ التي تبيض وتفرخ وأنت من هذين الصنفين! أنت فرخت هؤلاء التكفيريين والجماعات والأحزاب، تتحمل أوزار هذه الأفراخ هي من إنتاجك. ثم تقول ان السلفيين أو ما سميتهم بالمداخلة وداعش وجهان لعملة واحدة؟! ألا تستحي من الكذب؟ ألا تستحي من هذه التهمة التي ألصقتها بالسلفيين وأنت أولى وأحرى بها وكان الأجدر بك ان تتراجع عن افتراءاتك وغيك وهجومك على المنهج السلفي ؟!

وأما تغريدتك التي تقول ان داعش أكفرت حكام المسلمين كأردوغان ومرسي وسلمان وهنية، مرسي سقط وذهب، وكذلك هنية سقط وذهب، بقي أردوغان وسلمان. هل يُفهم من هذا يا شيخ عبدالرحمن عبدالخالق -ان كنت شجاعا- أن بقية حكام المسلمين كفار؟ وماذا فعل أردوغان؟ لأنه فقط من حزب معين؟ فأنت تمجده وتذكره بأنه المثل الأعلى في نظرك! وماذا فعل أردوغان؟ هل أعطى الجيش الحر السوريين شيئا من الأسلحة؟! ماذا فعل؟ فعل شيئا واحدا! في كل مرة يضرب الأكراد ويقصفهم! وأما السوريون فإنه لم يساعدهم في شئ، ولم يطلق طلقة واحدة تجاه العدو، بل إنه في المقابل سهل لدخول آلاف الدواعش! فأنت تذم داعش الآن وتمدح أردوغان، من الذي سهل لدخول الدواعش يا شيخ عبدالرحمن عبدالخالق؟ من أين جاءوا؟ ومن الذي سهل للدواعش بيع النفط إلا أردوغان وحكومته؟ من الذي كثر شوكتهم واقتصادهم وسوادهم غير أردوغان وحكومته؟ ماذا فعل أردوغان؟ أليس هو الذي لم يطبق شرع الله وأنتم الذين تكفرون من لم يحكم بما أنزل الله بإطلاق؟! ألم يدافع عن زواج المثليين؟! ألم يدافع عن الخنا والفجور في تركيا؟! كل هذا موجود في المقاطع بالصوت والصورة، فهل تنكر هذا؟

وفي المقابل تذمون حكوماتنا وتكفرونهم ولكنكم لا تجرؤون على التصريح والمواجهة، فإن كنت شجاعا فٓقُل، ماذا تقول في الدول الخليجية وحكامها؟ وهل تكفر السيسي؟ وأنا أعرف عنك هذا الشئ ومن تأثر بمنهجك أنكم تكفرون الحكام مطلقا، وأنت تعرف معنى "مطلقا !

اتق الله يا شيخ عبدالرحمن عبدالخالق، فعندنا الكثير في جعبتنا، وكلما تكلمت سوف ندمغ باطلك بالحق باذن الله تعالى، فعندنا أشياء كثيرة جدا نعرفها عنك مع أدلة وإثباتات من كلامك وكتاباتك! وكلما تكلمت أسكتناك بالحق باذن الله تبارك وتعالى .

أسأل الله أن يكفي الأمة شر أفكارك ومنهجك المنحرف ومن معك ومن على شاكلتك، أو أن يهديكم الله تعالى، وهذا ما نتمناه، وأن يعصمنا ويعصم الشباب ويعصم الأمة من الانحرافات والضلال والتي أضرت بالإسلام والمسلمين .

محمد بن حسين الدوسري