القائمة الرئيسية
جديد الموقع
القائمة البريدية
تابعنا على تويتر
WhatsApp تواصل معنا
96599429239+
البحث
الزيارات
عدد الزوار
عرض المادة
توضيح الأمور لأخي الدكتور نايف بن حجاج العجمي
توضيح الأمور لأخي الدكتور
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد
رأيت ما قام به أخي الدكتور نايف حجاج - حفظه الله - من رده عليّ بعد تعقبي عليه ، فأحببت أن أوضح أموراً ، حتى لا يكون هناك بُعدٌ عن أصل الموضوع ، ولا خلطٌ يوجب اللبس على الغير .
فالأول: ليس في مقالي المنشور عبارة(فما هي الحضوة التي ترجوها..).
الثاني: لم تكن نصيحتي وبياني لهذا المقطع .
الذي له قرابة سنة أو أقل ، حيث كان ضمن سلسلة لك أخي الدكتور ، وذكرتَ فيها - إمّا قبل وإمّا بعد - الأولويات التى أشرتُ عليك بها .
ولكن الذي ساءني بل ساء كل غيور تكرارك هذا المقطع بتصوير جديد ، ثم تنزيله في يوم عاشورا بتاريخ 10/10
بهذا الرابط .
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لم يكن أحدٌ إذ ذاك يتكلم في يزيد بن معاوية ولا كان الكلام فيه من الدين . اهــ الفتاوى'( 3/409) .
وقال شيخ الإسلام - رحمه الله - بعد أن ساق حسنات يزيد ، فالواجب الاقتصار على ذلك والإعراض عن ذكر يزيد بن معاوية وامتحان المسلمين به ، فإن هذا من البدع . اهــ الفتاوى'( 3/414) .
ولاحظ أخي ، قول شيخ الإسلام فالواجب الإقتصار على ذلك والإعراض عن ذكر يزيد ... إلخ .
فهذا خلاصة قول شيخ الإسلام - رحمه الله - في هذا الموضوع ، وأنتَ لم تقتصر على المقطع الأول .
الثالث: موقفك من يزيد .
حيث قلتَ - حفظك الله - ( هذا ما أعتقده في يزيد نبغضه ونمقته ونكرهه ولا نحبه )وقلتَ أيضاً( وأكثر أهل السنة والجماعة يبغضونه ويمقتونه )
فأولًا : أنا لم ولن أقول أَحِبَّهُ كحُبّ الصالحين وأولياء الله .
ثانياً : لم أجد من قال بمعتقدك واكتفى' بعبارتك ، إلا من نقلتَ عنهم ممن يرون سبه ولعنه .
أمّا معتقد وعبارة مقتصدي سلف الأمة ، الذين نقل عنهم شيخ الإسلام - رحمه الله - وغيرهم ، فلم تكن كذلك .
قال شيخ الإسلام - رحمه الله - ولهذا كان المقتصدون من أئمة السلف يقولون في يزيد وأمثاله لا نسبهم ولا نحبهم .... الفتاوى (4/475).
وقال شيخ الإسلام - رحمه الله - افترق الناس في يزيد بن معاوية ثلاث فرق طرفان ووسط ....
والقول الثالث أنه كان ملِكاً من ملوك المسلمين ، له حسنات وسيئات ... وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة .
ثم قال، وافترقوا ثلاث فرق ، فرقة لعنته ، وفرقة أحبته ، وفرقة لا تسبه ولا تحبه ، وهذا هو المنصوص عن الإمام أحمد ، وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين .( الفتاوى'4/483).
فلم يذكر فِرقةً تقول بقولك
نبغضه ونمقته ونكرهه...
وقال شيخ الإسلام - رحمه الله - فيما نقله عن أبي محمد المقدسي - رحمه الله - لما سُئل عن يزيد قال : فيما بلغني لا يُسب ولا يُحب .
وقال شيخ الإسلام - رحمه الله - وبلغني أيضا أن جدنا أبا عبدالله بن تيمية ، سُئل عن يزيد ، فقال لا تَنقص ولا تَزيد .
ثم قال شيخ الإسلام - رحمه الله - بعدها ، وهذا أعدل الأقوال فيه وفي أمثاله وأحسنها ( 4/483 ) .
وقال مرةً : ذلك القول أحب إلينا وأحسن .( 4/487) .
ونقلتَ يا دكتور عن شيخ الإسلام لمّا سَأله مقدّم المغل بولاي ، ما تقولون في يزيد ؟ قال لا نسبه ولا نحبه ... فقال أفلا تلعنونه ؟ أما كان ظالماً ؟ أما قتل الحسين ؟ فقال نحن إذا ذُكر الظالمون كالحجاج بن يوسف وأمثاله نقول كما قال الله( ألا لعنة الله على الظالمين ) .
فشيخ الإسلام لم يقل بقولك ، نبغضه ونمقته ونكرهه مع أنه وُجِّه له سؤال بخصوصه وذُكرِّ ببعض أفعاله ، فبقي على عبارة معتقد مقتصدي الأمة، لا يسبونه ولا يحبونه .
ونقلتَ يا دكتور عن الإمام أحمد روايتين في جواز لعن يزيد، وهذا لا يثبت ، وإنما هو من فهم ابن الجوزي الذي يرى' لعنه ، وأمّا ما نَقَلَه القاضي أبو يعلى من رواية لعن الإمام أحمد ، فقد قال عنها شيخ الإسلام إنها منقطعة وليست ثابتة عنه( منهاج السنة 4/573) .
وقال أبوطالب سألت أحمد عن لعن يزيد فقال لا نتكلم في هذا ، أرى' الإمساك أحب إليّ( المقصد الأرشد 2/283)
ونقلتَ يا دكتور عن الذهبي، ولم تَنْقل خُلاصة قوله، حيث قال عن يزيد لا نسبة ولا نحبه (السير 4/36) ولم يقل
كقولك نبغضه ونمقته ونكرهه.
فشيخ الإسلام - رحمه الله - جَعل القول المُعتمد، قول مقتصدي سلف الأمة ، وهو قول عامة أهل السنة والجماعة - وحسبك بشيخ الإسلام تتبعاً - وهذا خلاصة قولهم في يزيد، ولم يقولوا بقولك، نبغضه ونمقته ونكرهه. ولو ذكرتَ ما ذكرتَ عنه، ثم قلتَ مثل قولهم لكان خيراً لك ممن نقلتَ عنهم ممن ليس أكثرُهم من أهل السنة والجماعة، مع أنك تقول أكثر أهل السنة والجماعة !؟
وأراك أكثرتَ يا الدكتور من النّقل عمن اختاروا لعنه وسبّه ، واتهموه بالفحش وشرب الخمر
وشيخ الإسلام أوثق نقلا حيث يقول ولم يكن مظهرا للفواحش كما يحكي خصومه . اهــ
فلا أدري هل أنت تَعْتَمد قولَهم؟؟! لأنك قلتَ لم أذكر إلا الحقيقة ! أم ماذا تريد بهذا النقل الذي لا يشهد لقولك؟
وكان الواجب عليك أن تنقل عمن قال بمثل قولك، دون من لم تقل بقوله .
فأنا لم أذكر من غلا في يزيد لأني على معتقد مقتصدي سلف الأمة، لا أسبه، ولا أحبه.
وأمّا فتوى' اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - فهي عليك وليستْ لك، حيث لم تقل بقولك
أنّهم يبغضونه ويمقتونه ويكرهونه ... وإنما حكوا الأقوال بنحو ما ذكرتُ لك .
ومعنى عبارة السلف في يزيد ، لا نحبّه .
قد بيّنها شيخ الإسلام - رحمه الله - بقوله لا يحبونه محبة الصالحين وأولياء الله .
وقال : لا نحب ما صدر منهم من ظلم، والشخص الواحد يجتمع فيه حسنات وسيئات وطاعات ومعاص وبر وفجور وشر فيثيبه الله على حسناته ويعاقبه على سيئاته .... الفتاوى (4/475) .
فبيّن الراجح الذي عليه مقتصدوا سلف الأمة .
فمقصودي أخي الدكتور حفظك الله ووفقك ورحمك أنك لم تقل بقول هؤلاء الأئمة ، ومقتصدي السلف ، ولم تترك طَرْقَ هذا الموضوع وإعادته مرة أخرى' .
وقبل الختام أُهدي للإخوة القراء فائدتين .
1- لم يُنقل رأس الحسين ليزيد كما صرح بذلك شيخ الإسلام.
2- المقت والبغض والكراهة إذا لم يعلنه المرءُ فإنه لا يُؤاخذ عليه، وإذا أعلنه وأظهره ونادى به فإنه يؤاخذ عليه ويكون سباً، فالذي يعلن وينادي بمقت الدهر وبغضه، يكون ساباً للدهر الذي يتأذى' منه الله تبارك وتعالى لأن السب ليس مقصوراً على اللعن، وفي الصحيحين لما حدّث ابن عمر بحديث لا تمنعوا إماء الله ... قال بلال بن عبدالله والله لنمنعهن فأقبل عليه ابن عمر فسبه سباً سيئاً...
قال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - حقيقة اﻟﺴﺐ ﺃﻥ ﺗﺼﻒ ﻏﻴﺮﻙ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ .
اللهم اسلك بنا سبيل المؤمنين المقتصدين ، وجنبنا طريق الغالين والمفرطين ، إن ربي سميع الدعاء .
والحمدلله رب العالمين
كتبه فرج بن مطلق المرجي
-
السبت PM 02:37
2016-10-29 - 1828