القائمة البريدية

تابعنا على تويتر

WhatsApp تواصل معنا

96599429239+

البحث

البحث

الزيارات

4315
زوار اليوم الحالي
212
زيارات اليوم الحالي
1178
زوار الاسبوع الحالي
31728
زيارات الاسبوع الحالي
212
زوار الشهر الحالي
4315
زيارات الشهر الحالي
5570185
كل الزيارات

عدد الزوار

انت الزائر رقم : 435949
يتصفح الموقع حاليا : 559

عرض المادة

مسألة الخضر وأثره الموجود في جزيرة فيلكا

مسألة الخضر وأثره الموجود في جزيرة (فيلكا)

 

 





الحمد لله الأحد الصمد، والصلاة والسلام على رسوله محمد أفضل من وَحَّدَ الله وعبد، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه واسترشد.



 

وبعد:

 



فقد سُئلت عما يزعمه المُزَوِّرون في (فيلكا) -وهي جزيرة شرقي تبعد عنها (15) ميلًا-، من أن الخضر -عليه السلام- له أثر وطأة قدم في تلك الجزيرة بُني عليه قبة، واتُّخِذَ مزارًا، قد فُتن به بعض السفهاء السذج، فكانوا يذبحون له وينذرون، ويبتهلون إليه في قضاء الحاجات، وإبراء العاهات، ويستغيثون به في رد الغائب، ومنح الأولاد، ويطَيِّبونه ويهدون له الهدايا الثمينة، وفي تلك الجزيرة مزارات أخرى تُقصد وتُعَظَّم بأفعال واعتقادات لا يقرها عقل ولا نقل، يُعرف منها أربعة: سعد، وسعيد، والبدوي، وابن غريب. فهل لهذا الأثر المنسوب إلى الخضر أصل؟ وهل يجوز الذبح والنذر لتلك المزارات والاستغاثة بها؟



 

الجواب:



 

من المعلوم أنه لم يُنقل ولم يُؤثر أن الخضر -عليه السلام- جاء تلك الجزيرة ولا أنه مَرَّ بها، ولو فُرض أنه جاءها؛ فمن يستطيع أن يثبت أو يحدد أثر قدمه في ذلك المكان؟! هذا مستحيل.

 



ومما لا ريب فيه لأدلة شرعية وعقلية أن الخضر -عليه السلام- قد تُوفي منذ زمن طويل، وحمى الله تربته من أن تكون وثنًا يُعبد، فلم يُعرف له قبر ولا أثر، بل كان ذلك في علم الله وغيبه.

 



وأما هذا الأثر المزعوم أنه أثر الخضر؛ فباطل لا أصل له، وكذا كل ما نُسب إليه من الآثار المنتشرة في بلاد المسلمين هنا وهناك؛ فكلها إفك وبهتان من خرافات أهل الدجل والشعوذة، اختلقوها بوحي من وليِّهم الشيطان، ليضل الناس بها عن عبادة ربهم الخالصة.



 

وطرق الشيطان كثيرة في إضلال بني آدم، وأعز شيء عليه صرفهم عن التوحيد الخالص، وجعلهم يتعلقون بغير الله؛ ليقطع عنهم عون الله ومدده، فيكونوا من الخاسرين.

 



وعلى كل حال؛ فإنه ولو قُدِّر وجود الخضر، وتحدد مكان أثره في هذه الجزيرة أو غيرها؛ فليس لشيء من آثاره ولا آثار غيره من قبور الأنبياء والصالحين خواص مؤثرة، فهي لا تنفع ولا تضر، ولا تغني من الله شيئًا، قال الله تعالى: {قل ادعوا الذين زعتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلًا} [الإسراء: 56].



 

وقد بيَّن الله كذب من افتروا على رسله، وزعموا أن عيسى -عليه السلام- أمرهم أن يتخذوه ربًّا، فرد سبحانه عليهم بقوله: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادًا لي من دون الله} إلى قوله تعالى: {ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابًا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون} [آل عمران: 80]، أي: لا يمكن ولا يُتصوَّر عقلًا صدور الألوهية من نبي قط بأن يتخذ الناس عبادًا يتألهون له؛ لأن هذا هو الكفر، فكيف وقد بُعث بالإسلام؟! هذا من المحال الممتنع على من آتاه الله النبوة، ومَنَّ عليه بالفضائل والخصائص.



 

وإذا كان ما ذُكر في الآية لا يصلح لنبي أو لمرسل؛ فلأن لا يصلح لأحد من الناس غيرهم بطريق الأولى والأحرى.

 



فتعظيم تلك المزارات بما ذُكر في السؤال، والاستغاثة بها والابتهال= محض العبث والسفه، مع كونه عين ما نهى الله عنه بالآيات البينات، وقَبَّحَته جميع الرسالات.



 

فالله وحده هو الخالق الرازق، المعطي المانع، فلا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء، قال تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله} [سورة الزمر: 2-3].



 

وهو المعبود المسؤول الذي يُخاف ويُرجى، ويُسأل ويُستغاث به ويُعبد، قال تعالى: {فاعبد الله مخلصًا له الدين . ألا لله الدين الخالص} [الزمر: 2-3].



 

والعبادة لا تكون عبادة إلا إذا كانت مأخوذة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مقصودًا بها وجه الله تعالى، وهي أنواع وأصناف، ولا يتم إلا بتوحيدها كلها لله سبحانه، بأن لا يشرك شيئًا ما معه، لا في محبته، ولا في خوفه، ولا في رجائه، ولا في التوكل عليه، ولا في العمل له، ولا في النذر له، ولا في الخضوع له، ولا في التذلل والتعظيم والسجود والتقرب، فإن كل ذلك إنما يستحقه فاطر الأرض والسماوات وحده، فهو الإله المستحق للعبادة، الذي لا يستحقها إلا هو، وهي كمال الحب والذل والإجلال والتوكل والدعاء بما لا يقدر عليه إلا هو تعالى، كشفاء المريض، ورَدِّ الغائب، ومنح أولاد، ونحو ذلك.

 



وقد بَيَّنَت السنة أن الدعاء هو العبادة، أي: ركنها المهم الأعظم، وفي التنزيل قوله تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} [سورة غافر: 60]، فسماه عبادة، وفي (المسند) من حديث أبي موسى الأشعري مرفوعًا: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل)).

 



قال شمس الدين ابن القيم -رحمه الله-: (ولهذا كان العبد مأمورًا في كل صلاة أن يقول: {إياك نعبد وإياك نستعين} [سورة الفاتحة: 4].

 



والشيطان يأمر بالشرك، والنفس تطيعه في ذلك، فلا تزال النفس تلتفت إلى غير الله، إما خوفًا منه أو رجاءً له، فلا يزال العبد مفتقرًا إلى تخليص توحيده من شوائب الشرك.



 

ولهذا أخبر سبحانه عن المشركين أنهم ما قدروه حق قدره في ثلاثة مواضع من كتابه، وكيف يقدره [حق قدره] من جعل له عدلًا وندًّا، يحبه ويخافه، ويرجوه، ويذل ويخضع له، ويهرب من سخطه، ويؤثر مرضاته، والمؤثر لا يرضى بإيثاره) انتهى.



 

وبذلك يتضح أن من قصد بقعة منسوبة لمخلوق لأجل الطلب منه، كالأثر المنسوب للخضر، وكالقبر والمقام، أو لأجل الاستغاثة به، أو الذبح أو النذر له، لجلب نفع أو دفع ضر ونحو ذلك من العبادات التي لا يجوز صرفها لغير الله تعالى؛ فهو من الحمقى الذين لا يعقلون، وفعله محرم، وشرك إثمه كبير، منافٍ لما صدع به الإسلام من تحرير الأنفس لله تعالى، وتخليصها لعبادته وحده، وإفراده بالتوحيد الذي من أجله أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب من عند الله تعالى.



 

وكذا من اعتقد بزيارته للقبور أن الدعاء عند قبر أحدهم أفضل من الدعاء في المساجد أو البيوت، أو أن الإقسام بهم على الله وسؤاله بهم أمر مشروع يقتضي إجابة الدعاء؛ فزيارته بدعة وشرك منهي عنها، ليست من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا أجازها أحد من سلف الأمة وأئمتها؛ وإنما هي من أعمال المشركين.



 

فيجب منع السفهاء من هذه الزيارة الشركية، وإرشادهم إلى أن الزيارة الشرعية المأمور بها لقبور الأنبياء وسائر المؤمنين التي يقصد بها الزائر من غير شد الرحال: الإحسان إلى من يزورهم بالسلام عليهم، والدعاء لهم، كما يقصد الصلاة على أحدهم إذا مات، وكذلك يقصد بها الاعتبار، وتذكر الآخرة بمن مات من أهله وجيرانه وخلانه.



 

فزيارته بعد موته من جنس الصلاة عليه، فالسنة أن يسلم على الميت، ويدعو له، سواء كان نبيًّا أو غير نبي، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمر أصحابه إذا زاروا القبور أن يقول أحدهم: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، ويرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم).



 

وأما هذه القباب التي أُسست على معصية الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والمزارات والأضرحة التي افتتن بها السفهاء؛ فيجب هدمها وإزالة أثرها طاعة لله ورسوله وإرغامًا للشيطان.



 

فإن أول ما كاد به الشيطان عباد الأصنام أنه أتاهم من وجهة تعظيم القبور، والعكوف عليها، وتصاوير أهلها؛ ليتذكروهم بها، كما قص الله سبحانه قصصهم في سورة نوح، فإن الأصنام التي كانت تعبدها العرب من بعد قوم نوح: ودًّا وسواعًا ويغوث ويعوق ونسرًا، هم أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن يصوروا تلك الأصنام على صورهم، ويسمونها بأسمائهم، وينصبونها إلى مجالسهم ومعابدهم ففعلوا، فلم تُعبد حتى تطاول الزمن عليهم وهلك أولئك، ونُسخ العلم واندرس فعُبدت.



 

ولهذا لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المتخذين على القبور المساجد والسُّرُج، ونهى عن الصلاة إلى القبور وعندها، وسأل ربه أن لا يجعل قبره وثنًا يُعبد، ونهى أمته أن يتخذوا قبره عيدًا، وقال: ((اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)).



 

ونهى عن تعلية القبور، وعن البناء عليها وتجصيصها والكتابة عليها، وأمر بتسويتها، وطمس التماثيل.



 

وقال لما ذكر له بعض أزواجه كنيسة في أرض الحبشة، وذُكر له من حسنها وما فيها من التصاوير: ((أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة))، كل ذلك سدًّا لذريعة اتخاذها أوثانًا.

 



ولهذا لم يكن أحد من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعظم بالذبح والنذر، أو بالعبادة شيئًا من آثار النبي -صلى الله عليه وسلم- المعروفة كغار حراء الذي الذي كان يتعبد فيه، وغار ثور الذي اختفى فيه هو وصاحبه أبو بكر عن المشركين، مع علمهم أنه -عليه الصلاة والسلام- أفضل من الخضر ومن جميع الرسل، ولا كانوا عند الحاجة يقصدون القبور يدعون عندها، ويتمسحون بها، فضلًا أن يسألوا أصحابها قضاء الحاجات وإبراء العاهات.



 

فما منهم من استغاث عند قبر أو دعاه، أو استشفى به، أو استنصر به، ولا أحد من الصحابة استغاث بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موته ولا بغيره من الأنبياء، ولا كانوا يقصدون الدعاء عند قبور الأنبياء ولا الصلاة عليها، وكذلك لم يفعل ذلك أحد من سلف هذه الأمة وأئمتها الذين هم خير القرون التي نص عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ((خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم))، بل كانوا ينهون حتى عن الوقوف عند القبر للدعاء؛ لأنهم -رضي الله عنهم- كانوا أعلم وأجل قدرًا من أن يكيدهم الشيطان.



 

ولكن الشيطان كاد خلوفًا كثيرًا من بعدهم، فأوقعهم في أنواع من الشرك لسكوت كثير من العلماء عن كلمة الحق، وتوانيهم عن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.



 

وقد ذم الله من كانوا كذلك، ووبخهم أشد توبيخ، ونعى عليهم توانيهم، فقال تعالى: {لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون} [المائدة: 63].



 

فوبخ تعالى في هذه الآية علماء النصارى واليهود في تركهم نهيهم فقال: {لبئس ما كانوا يصنعون}، كما وبخ في الآية التي قبلها من يسارع في الإثم بقوله تعالى: {لبئس ما كانوا يعملون}، ودلت الآية على أن تارك النهي عن المنكر كمرتكب المنكر، بل أشد كما يشير إليه سر الفرق بين {يعملون} و{يصنعون} في ختام الآيتين.



 

قال القاسمي في (محاسن التأويل): (وهذا الذم المقول فيهم أبلغ مما قيل في حق عامتهم أولًا؛ لأنه لما عبر عن المواقع المذموم من مركبي المناكير بالعمل في قوله: {لبئس ما كانوا يعملون} وعبر عن ترك الإنكار عليهم حيث ذمه بالصناعة في قوله: {لبئس ما كانوا يصنعون} كان الذم أشد؛ لأنه جعل المذموم عليه صناعة لهم وللرؤساء، وحرفة لازمة هم فيها أمكن من أصحاب المناكير في أعمالهم...

 



فهذه الآية أشد توبيخًا للعلماء في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.



 

ولعمري أن هذه الآية مما يقذ السامع، وينعي على العلماء توانيهم.



 

وقال ابن عباس: ما في القرآن أشد توبيخًا من هذه الآية.



 

وقال الضحاك: ما في القرآن آية أخوف عندي منها.



 



وقال علي بن أبي طالب: أيها الناس؛ إنما هلك من كان قبلكم بركوبهم المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار، فلما تمادوا أخذتهم العقوبات... فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم مثل الذي نزل بهم.

 



وروى الإمام أحمد عن جرير قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما من قوم يكون بين أظهرهم من يعمل بالمعاصي هم أعز منه وأمنع ولم يغيِّروا؛ إلا أصابهم الله بعذاب)).



 

وفي لفظ رواه أبو داود مرفوعًا: ((ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون أن يغيِّروا عليه فلا يغيِّروا؛ إلا أصابهم الله بعذاب قبل أن يموتوا)) ) انتهى.



 

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو فائدة الرسالة وخلافة النبوة، قال الحسن: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر؛ فهو خليفة الله في أرضه، وخليفة رسوله، وخليفة كتابه)).



 

وقد جعل الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرقًا بين المؤمنين والمنافقين، قال تعالى: {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف} [التوبة: 67]، ثم قال: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} [التوبة: 71]، فدل على أن أخص أوصاف المؤمنين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.



 

ثم إنه لا تتم فائدة الأمر بالمعروف، وتُجتنى ثمراتها الطيبة الحميدة؛ إلا بمؤازرة من السلطان يتولى حماية الدعوة وتنفيذ الحق.



 

فإقامة الحدود إليه، والتعزير لرأيه، والحبس والإطلاق له، والنفي والتغريب، فيُنَصِّب في كل بلد تحت ولايته رجلًا صالحًا قويًّا أمينًا ويأمره بذلك، فيمضي الحدود على وجهها من غير زيادة، قال تعالى: {الذين إن مكانهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} [الحج: 41].



 

يشهد لذلك مع ما مضى في زمن العدل: ما نشاهده ونراه وتَسامَعَ الناس به في المملكة العربية السعودية من الطمأنينة والاستقرار والأمن والأمان على الدين والأنفس والأعراض والأموال؛ لقيام علمائها الأفاضل بواجبهم المقدس يردون كيد الملحدين، ويكشفون شبهات المضللين، ويرشدون الضالين، وينفون عن الدين تحريف الغالين وتأويل الجاهلين، تساندهم أمراؤهم البواسل على تنفيذ حدود الله، والحكم بشرع الله.



 

وما ذاك إلا من ثمرات الدعوى المباركة التي قام بها الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب والعاهل السعودي الإمام محمد بن سعود حينما تآزرا وتناصرا سنة 1158هـ على دفع الباطل وإزهاقه.



 

فحطموا القباب والأضرحة والأشجار والأحجار التي كانت تُعبد، وأزالوا جميع البدع والمنكرات أسوة برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعملًا بكتاب الله تعالى.



 

فأبدلهم الله بعد الذل عزًّا، وبعد الخوف أمنًا، وبعد الفقر غنى، وبعد التقاطع والتدابر ألفةً ومحبةً، وظهر دين الله وانتشر، {وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا} [الإسراء: 81].



 

وهكذا ينجز الله وعده لعباده المؤمنين، كما وعدهم بقوله جل وعلا: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنًا يعبدونني لا يشركون بي شيئًا} [النور: 55].

 



 

محمد بن سليمان الجراح

الكويت

14 رمضان المعظم 1393هـ

 



 

[[الفتوى مستفادة من كتاب "عالم الكويت وفقيهها وفَرَضِيُّها الشيخ محمد بن سليمان الجراح سيرته ومراسلاته وآثاره العلمية" للشيخ د. وليد بن عبد الله المنيس (ص260-270) - وقام بنشر الفتوى مفردة وطبعها والتعليق عليها بتعليقات علمية مفيدة الشيخ فيصل بن قزار الجاسم]]


  • الاثنين AM 07:02
    2017-01-02
  • 6492
Powered by: GateGold